الدماغ هو عضو مشغول للغاية يدير الجسم ، ويدخل المعلومات باستمرار من خلال الحواس، واتخاذ القرارات - كل ذلك في نفس الوقت. اللاوعي هو محرك لمعالجة المعلومات ، ومعظم الوظائف البشرية تحدث فيه فمن المهم جدا أن يأخذ الدماغ المعلومات أكثر من معرفة كيف حصل عليها.
ما هو العقل الباطن ؟
أو العقل اللاواعي هو جزء من عقلك يعمل دون المستوى الطبيعي من وعي اليقظة، أنت الآن تستخدم عقلك الواعي في الأساس لقراءة هذه الكلمات واستيعاب معانيها ، ولكن تحت هذا التركيز العقلي ، يعمل عقلك الباطن بنشاط خلف الكواليس ، ويستوعب أو يرفض المعلومات بناءً على التصور الموجود لديك حول العالم من حولك أنت، بدأ هذا التصور الحالي يتشكل عندما كنت طفلاً رضيعًا.
يحتوي العقل الواعي على جميع الأطر و الأفكار والمشاعر والمعرفات والذكريات التي نعترف بها، بينما يتكون اللاوعي من عمليات عقلية أعمق ليست متاحة بسهولة للعقل الواعي، كما له قوة هائلة في التحكم في تجارب حياتك - من أنواع الطعام الذي تتناوله إلى الإجراءات التي تتخذها كل يوم ، ومستوى الدخل الذي تكسبه ، وحتى كيف تتفاعل مع المواقف العصيبة. كل جزء منها يسترشد بمعتقداتك وتفسيراتك اللاواعية. باختصار ، عقلك الباطن يشبه ميزة الطيار الآلي على متن طائرة. فقد تمت برمجته مسبقًا لاتباع مسار محدد ولا يمكنك الانحراف عنه إلا إذا قمت بتغيير الاتجاهات المبرمجة فيه أولاً.
يعرف الباحثون أن العقل اللاواعي يقوم بنصيب الأسد من عمل الدماغ ، لكنهم لا يعرفون بالضبط كيف يتم كل ذلك ، وهو موضوع نشط للدراسة. على سبيل المثال ، أحد المجالات الرئيسية للبحث هو كيف تتشكل العواطف في اللاوعي. يتم تخزين المعلومات بشكل توافقي في الدماغ ، وهو عبارة عن حزم من مسارات الترابط إلى حد كبير - فلا يمكن تذكرها كثيرًا ، ولكنها عادة ما تستجيب للتنشيط عند الحاجة.
الكثير من التعلم ، وخاصة التعرف على الأنماط المعقدة ، يحدث خارج العقل الواعي. وبالمثل ، تتم معالجة العديد من العناصر التي تدخل في الأحكام وصنع القرار خارج الوعي. الحدس أيضًا هو نتاج عمليات عقلية معقدة غير واعية ، وهي مجموعة من الافتراضات يتم تجميعها بسرعة من المعرفة والخبرة التراكمية. و كذلك يتشكل الكثير من الدافع البشري والجاذبية الشخصية أيضًا خارج نطاق الوعي الواعي.
عندما يكون من الصعب قياس ما هو موجود في اللاوعي ، يعرف العلماء أنه حتى التصورات العابرة والسريعة جدًا للتسجيل في العقل الواعي - يمكن أن تترك بصمات دائمة في العقل اللاواعي.
يتطلب الوعي الانتباه ، ولكن يمكن تسجيل المعلومات في غياب الانتباه، لذلك اللاوعي هو مستودع المهارات التلقائية ، ومصدر الذكريات المخزنة ، والخيال ، والأحلام.
ميكانيزمات العقل اللاواعي و إعادة برمجته (Reprogram)
" مع كل تجربة ، ينغمس عقلك الباطن في المعلومات مثل الإسفنج "
لكن هل فكرت في تأثير بيئتك على عقلك الباطن ؟
تذكر أن عقلك الباطن يمتص المعلومات باستمرار ويستخلص الاستنتاجات ويشكل المعتقدات بناءً على تلك المعلومات فإذا كانت بيئتك اليومية مليئة بالسلبية والنزاع ، فتخيل أنواع الرسائل التي يتم استيعابها في عقلك، أول إجراء لك هو الحد من السلبية التي تتعرض لها بشكل صارم منذ هذه اللحظة و تجنب مشاهدة الأخبار تماما إلا إذا كان يجب عليك ذلك، وتجنب قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص "السلبيين". بدلاً من ذلك ابحث عن معلومات إيجابية لقراءتها ومشاهدتها ، وقضاء معظم وقتك مع أشخاص إيجابيين وناجحين. و مع مرور الوقت ، ستجد أن المزيد من الرسائل المشجعة يتم استيعابها في عقلك ، مما سيغير الطريقة التي ترى بها نفسك وإمكاناتك و هي أولى الكبيرة نحو التطور.
أخيرا عقلك الباطن سيعتاد على ما ستعوده عليه، فما تفعله باستمرار اليوم سيكون طيارك الآلي مستقبلا فإما أن يوصلك نحو الهدف بتفادي المطبـــات، أو ينتهي بك الأمر تائها في إحدى الغابات بعد هبوط عنيف,
" كل ما نزرعه في عقلنا الباطن ونغذيه بالتكرار والعاطفة سيصبح يومًا ما
حقيقة "
- إيرل نايتنجيل