![]() |
النوسيبو |
ربما قد سمعت يوما ما عن تأثير الدواء الوهمي، أليس كذلك ؟ لما يعتقد المرضى
أنهم يحصلون على عقار جديد فاخر، ولكن ما يحصلون عليه مجرد حبة سكر دواء فارغة.
ثم و بهالة من الإيجابية و التفكير الجيد، يبدأون في التعافي كما لو كانوا
يأخذون علاجا حقيقيا.
لكن هذا التأثير للدواء الوهمي له جانب مظلم أيضًا، فنوع منه سلبي يعرف تأثير Nocebo. هذا ما يحدث عندما يتم إعطاؤك حبة سكر، ويقال لك إنه عقار له آثار جانبية رهيبة، ثم تبدأ في إظهار تلك الأعراض.
كما يمكن أن يحدث العكس أيضًا عندما يخبرك الطبيب أن الجراحة أو الإجراء المتخذ ممكن أن يكون له نتائج سلبية, فمجرد معرفة المخاطر قد يؤثر سلبًا على شفائك، طبعا كل ذلك نتيجة لقوة الاقتراح.
تأثير Nocebo
هو ظاهرة نفسية متعلقة بمجال السلامة الدوائية، له مفهوم معاكس لتأثير الدواء الوهمي Placebo حيث يصف النتائج السلبية و التي قد تسبب ضررا. مصطلح Nocebo ذو أصول لاتينية و تعني "الأذى".
فيما يتعلق بردود الفعل السلبية للأدوية، يشير النوسيبو إلى أن المرضى معرضون أكثر لتجربة تأثير الضار إذا كانوا يتوقعون أو قلقون بشأن ذلك. كما قد يعاني المريض جسديًا من الآثار السلبية وغالبًا ما يمكن تشخيصها سريريًا. و كمثال على تأثير ذلك تلك الآثار الضارة الشديدة التي تنتاب المرضى الذين يتناولون دواءً وهميًا أثناء تجربة سريرية.
يذكر بعض الخبراء أن تأثير nocebo قد يكون له أثرأكبر على النتائج السريرية من تأثير الدواء الوهمي و ذلك لتشكل التصورات السلبية بشكل أسرع بكثير من تلك الإيجابية.
يمكن للعواصف النفسية أيضا أن تفاقم من تأثير Nocebo، كالانتشار الواسع للمخاوف و لردود الفعل العكسية للأدوية. على سبيل المثال، سنة 2013، سلطت وسائل الإعلام البريطانية الضوء على بعض الآثار السلبية الناجمة عنه، بما في ذلك آلام العضلات ، تجربة المرضى مع الأدوية الجنيسة. أيضا نتيجة الشكوك المسبقًة حول الأدوية الجنيسة، صداع الرأس، و مراحل الاكتئاب ...
يكون بعض المرضى أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بالتأثيرات النفسية السلبية للنوسيبو. فقد تحتاج النساء ، والمرضى الذين يعانون من القلق والاكتئاب ، وذوي النظرة المتشائمة والمتأثرين بشدة ببيئتهم ، إلى مزيد من المشورة الدقيقة لتجنب البدء غير المقصود في تأثير nocebo.
توصيات حول تأثير النوسيبو
- التواصل غير اللفظي قد يؤدي أيضًا إلى حدوث استجابة النوسيبو
- ضمان توازن جيد بين شرح كل من الآثار الإيجابية والسلبية للعلاج
- التأكد من أن المريض يفهم الأساس المنطقي للعلاج
- قد يساعد تأطير الآثار الضارة للدواء بشكل إيجابي على تقليل تأثر النفسي السلبي
- إذا كنت تعتقد أن الدواء لن ينفعك فلن ينفعك، والعكس صحيح
هل هناك أي دليل وراء فكرة أن قوة التفكير الإيجابي (أو السلبي) يمكن أن تؤثر بالفعل على صحتك ؟
كانت هناك تجربة علمية قديمة تنص على أن احدى المساجين حكم عليه بالإعدام،
فعرض عليه أحد العلماء النفسيين التضحية في تجربة علمية مقابل توفير احتياجات
عائلته، و الموت في سبيل العلم بدل الرصاص أو الشنق.
تأتي العملية بربط عيون السجين و غرز وريدي يستنزف من خلاله التدريجي لدمه و تفريغه في وعاء، كان هذا طبعا بشكل وهمي و بسائل مشابه لتركيبة و حرارة الدم. انتهت التجربة بالتلاعب النفسي بالسجين و الوصول به حد الموت.
يراج أيضا للعديد من التجارب المشابهة، في مجال الطب النفسي. لكن لا شيئ مثبت حولها !! و تبقى مجرد فرضيات يسعى العلماء تأكيدها أو الإشارة الى قوة العامل النفسي في ردود الفعل الجسمية و تأثيرها على الحالة المرضية ككل.
المصدر
↚