![]() |
كيف نتأثر بالإعلانات |
كم عدد الإعلانات التي شاهدتها في حياتك ؟ إحصائيا قد يرى الشخص العادي ما بين 280 و 310 إعلانًا يوميًا. كما تُعد الإعلانات طريقة رائعة لتوعية الأشخاص بالمنتجات والمشكلات وغير ذلك.
لكن هل أصبح الإعلان مشكلة للمجتمع ؟ لقد شاهد الجميع تلك الإعلانات أين يحاول المعلنون إقناع المستهلك بأن المنتج سيجعل حياتك أفضل بكثير مرات وأن حياتهم لن تكون أفضل حتى يشتروا المنتج. مع نوايا المعلن في محاولة الدخول إلى عقلك والتأثير على أفكارك وقراراتك.
غالبًا ما تحاول الإعلانات مثل السيارات والتأمين والأدوية والمشروبات والإعلانات التجارية السياسية التأثير على المستهلك. حتى أصبح الإعلان ضارا بالمجتمع لما له من تأثير قوي. إذن ما هي بالضبط طرق تعامل هذه الإعلانات مع العقل و كيف نتأثر بها ؟ دعونا نكتشف ذلك…
كيف نتأثر بالإعلانات؟
أحد أهم أهداف الإعلان هو جذب للعلامة التجارية المعلن عنها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر إلى وعي العملاء، وبالتالي تغيير سلوكهم الشرائي.
في الماضي، كانت الرسائل الإعلانية البسيطة كافية لذلك، حيث تم تقديم مزايا المنتج للعميل مع شعار موجز. أما اليوم هذا لا يكفي طبعا. فقد أصبح يتميز السوق بقدرات تنافسية عالية ويستخدم الإعلان الآن أيضًا الحيل النفسية لكسب رضا و ثقة العملاء.
لمح عالم النفس "د. يجادل روبرت هيث" في كتابه "إغواء العقل الباطن" بأنه ليس بالضرورة المعرفة هي من تحدد سلوك الشراء، بل التصور الداخلي اتجاه العلامة التجارية. تحدد المعرفة الخصائص المنسوبة إلى العلامة التجارية، فلو مثلنا ما إذا كان المكياج يستمر لفترة طويلة أو أن استهلاك الوقود للسيارة منخفض فسيكون الأمر مرضي أكثر.
من ناحية أخرى، يحدد الموقف الداخلي كالمشاعر المرتبطة بالعلامة التجارية المعنية. سواء كانت علامة تجارية للأزياء مثلا و تنقل أسلوب حياة ناجح أو عصري أو متفرد....، و تصبح المعرفة حول علامات تجارية أخرى غير معنية ذات صلة بشكل متزايد أكبر، مما تأثر على الموقف الداخلي للعميل اتجاهها و تزيد احتمالية الاستهلاك.
كيف تتلاعب الإعلانات للتأثير على مواقفنا
لا يمكن للإعلان أن يؤثر بشكل مباشر على مواقف العملاء اتجاه المنتج. بدلاً من ذلك، فإن تكوين الموقف الداخلي هو عملية غير واعية يجب أن تستمر لفترة أطول من الزمن ويتم التحكم فيها من خلال الذاكرة الضمنية أو العاطفية.
من أجل تحقيق ذلك، يجب ألا يتم التعامل مع الإعلان بوعي شديد، لأنه بعد ذلك يبدأ العملاء في التساؤل عن المنتج والوعود الإعلانية. لذا بدلاً من ذلك، تهدف شركات الإعلان إلى تسجيل الرسائل الإعلانية دون وعي من خلال جعل الإعلان منتشرًا في كل مكان تقريبًا وأن يتم رؤيته في مختلف الأزمنة، سواء على التلفزيون أو على الملصقات في المدينة أو على الإنترنت أو في صورة منتجات ذكية في الأفلام.
و لفاعلية أكبر، يتم تعبئة العديد من الرسائل الإعلانية عاطفياً، لأن المحتوى العاطفي يتم تخزينه بشكل جيد وسريع بواسطة الدماغ البشري. لذلك، تحاول الإعلانات في الوقت الحاضر في كثير من الأحيان سرد قصص صغيرة أو مناشدة إحساس العملاء بالشرف والإنسانية في شكل معلم تحفيزي.
للإضافة، الى أنه ليست معلومات ما مرتبطة بعلامة تجارية بحد ذاتها، بل الشعور الإيجابي اتجاه العلامة التجارية. هذا الموقف الداخلي المريح اتجاه علامة ما يدفع العملاء في نهاية المطاف و يقفز بهم الى السوبر ماركت لاختيار المنتج "أ" وليس المنتج "ب"، على الرغم من أن كلا العنصرين قد يكونان متماثلين من حيث الجودة والوظيفة.
الحيل الأكثر شيوعًا المؤثرة داخل الإعلانات
الشخصية
قد تسهل الشخصية الرئيسية المدمجة في الإعلان الوصول السريع لعقل العميل، و جذبه عبر شهرتها و صداها الواسع أو ما يعرف بالإعلان عبر المؤثرين ولما مقال كامل عنها: قوة التسويق عبر المؤثرين في التحليق بمنتجك.
الفكرة
تلعب الفكرة الابتكارية للإعلان و طرق الإخراج الحديثة، عاملا مهما أيضا فالبساطة و السلاسة و الخفة و الوقت كلها عوامل تدرس جيدا قبل تصميمه.
التكرار
يمينا يسارا ستقارع إعلانا ما.. فقد أصبح عالمنا الحالي مزدحم بالإعلانات، المباشر منها أو غير المباشر، على الجوال في التصفح أو متنزها داخل احدى التطبيقات، مشاهدا لبرنامجك التلفزيوني المفضل أو الشارع ...
فحتما ستصادف إعلاناً لكن كم إعلاناً منها يرسخ بذاكرتك ؟ وأي منها تستطيع أن تتذكره عند إنتهاء يومك ؟ هنا تكمن الحبكة فرؤيته بزمن أكبر و أماكن مختلفة و عدد مرات محددة، سيزيد أكثر من نسبة تذكره.
الألوان
تثير الألوان المشاعر لدى المشاهد وتثير أيضًا ارتباطات أخرى معينة. يرتبط مثلا اللون الأخضر بالأمل والنضارة ونمط الحياة الصحي، أما اللون الأحمر فيعبر عن العاطفة والحب والحدة، أما اللون الأبيض فهو البراءة والنظافة والأصفر للتعبير عن البهجة للزبائن.
التعاون
تعتمد شركات التكنولوجيا على كونها تطورية ومبتكرة، لذا فهي تعتمد دائمًا على ذكر الإنجازات الجديدة في رسائلها الإعلانية، حتى لو كانت هامشية.
موسيقى
تتم معالجة الموسيقى بشكل جيد من خلال الذاكرة العاطفية، ولهذا السبب تولي وكالات الإعلان اهتمامًا خاصًا لإيجاد "الموسيقى التصويرية" المناسبة للمنتج. في بعض الأحيان، وأحيانًا تكون الموسيقى الخلفية كافية للتأكيد على الرسالة الإعلانية.
رأي الزبون
غالبًا ما يستخدم الإعلان أيضًا استبيانات وهمية للعملاء حيث يقوم العملاء المفترضون بالإبلاغ عن تجاربهم مع المنتج المعني. يحاول الإعلان نقل الشعور بالانتماء وبالتالي التأثير على الموقف الداخلي تجاه المنتجات المعنية.
ختاماً، يبقى الاعلان حجر أساسي من مواد التسويق، واحدى الطرق العملية لإيصال فكرة معينة عن المنتج للمستهلك الأخير، بمخاطبة عقلك الباطن وهذا بالاعتماد على وسائل مدروسة و سيمفونية محببة للفئة المستهدفة مما قد يجذب عملاء أكثر وأكثر، لكن في خضم كل هذا أي خلل أو جرعة زائدة قد تنمي النفور و تزيد من نسبة الفشل.
لذا حاول تحلي بالقوة و كبح جماح عواطفك دائما، اتجاه هذه المغناطيسيات الإلكترونية، و ترجيح كفة العقل قبل أي تسابق نحو مواد صائدي العقول هؤلاء، و التحري على الأقل قبل الخوض في دوامة الإستهلاكية.
المصدر
↚