![]() |
لماذا الهواتف الصينية رخيصة بالمقارنة مع نظيراتها |
اليوم، أصبحت الهواتف الذكية الصينية تغزو العالم بمواصفاتها العالية
وأسعارها المنخفضة. معادلة صعبة ينتهجها العملاق الصيني في المجال، بل و الأكثر دهشة جودة آدائها وسلاسة عملها بالمقارنة بتكلفتها المنخفضة.
لكن هل هذه الشركات المصنعة، تقدم خدمات خيرية بمنتوجاتها المحمولة ذات الأسعار المنخفضة !؟ - أم أن هناك سرا وراء هذا كله ؟ تابعوا القراءة معنا لمعرفة سبب سر و الخطط المتبعة من طرف هذه الشركات، لاستكمال لعبة استراتيجيتها.
لماذا تعتبر الهواتف الصينية رخيصة مقارنتا بنظيراتها
الأهم، عمالة رخيصة
التكلفة المنخفضة للقوى العاملة، ربما من أهم الأسباب شيوعًا لانخفاض أسعار الهواتف الذكية الصينية. حيث تمتلك الصين رقما من أقل تكاليف العمالة في العالم، وهذا العامل الرئيسي وراء بناء العديد من الشركات المصنعة منتجاتها هناك.
ترجح كفة الشركات المصنعة الصينية أيضا، كشركات أمثال Xiaomi و Huawei و Meizu Zte، من حيث بناء الهواتف محليًا، مما يساهم في تقليل تكاليف النقل، عكس مثلا Samsung ،Apple ،HTC أو Sony.
تقنيات عالية ولكن استعمالها بعقلانية
من العوامل المؤثرة أيضا، هو أن المصنعين الصينيين لا يدمجون هواتفهم بأحدث وأقوى الأجهزة. فهم يركزون أكثر على قانون "السعر مقابل الأداء".
ستلاحظ الفرق جليا عند الشركات المنافسة خارجيا لما نجد أسعار مرتفعة لهواتف من نفس مواصفات الصينية أو أقل، فمثلا تجد سامسونغ يعتمد على شاشة أموليد المرتفعة الثمن مما تساهم في ارتفاع سعر الهاتف مقابل شاشة Ips Lcd التي توفرأداءا مقبولا لكن بسعر أقل.
كما يميل المنتجون الصينيون لمعالجات Mediatek، أو حتى snapdragon لكن من فئة أقل، الغير متوفرة مع وحدات Exynos من Samsung، ولكن بسعر أرخص كثيرًا. مع العلم أن ميدياتيك هي الأخرى شركة صينية، مما يمكنها تقديم توزيع محلي أرخص.
أما من ناحية RAM ( ذاكرة الوصول العشوائي )، فسيستخدم الصانع الصيني ذاكرة DDR4 الأرخص، المتواجدة في العديد من الهواتف الذكية الحالية.
عوض استعمال وحدات DDR5 الرائدة عالية الجودة، و صينية الصنع. كما يعتمدون من جانب الكاميرا على مستشعرات Sony في الغالب لأن الشركة اليابانية، تقدم قيمة جيدة.
تركيز المبيعات على الإنترنت
الـ E-Commerce طريقة البيع المفضلة بين الشركات الصينية. فقد أنفقت شركات مثل Apple أو Samsung ثروة على بناء متاجرها الخاصة، لكن طبعا هذه الأموال لا تأتي من فراغ.
فاقتناء شخص ما لهاتف قوي من سامسونج، على سبيل المثال، فهو لا يدفع مقابل الهاتف نفسه، ولكن مدمجا أيضا بأتوات توزيعه و عمل متاجره وتشغيلها، و من بين أشياء الأخرى. التي غالبًا ما تميز الهواتف الذكية الصينية المنخفضة السعر أنها لا تنفق نفس النفقات العامة مثل العلامات التجارية ذات المتاجر الفعلية.
خطط تسويق موفرة
أرأيت بعضا من اعلانات Samsung أو َApple ....، و عقودهم التسويقية مع فنانين و شخصيات مرموقة، بل و حتى أفلام و أزياء، هذا نوع من الترويج المكلف يدخل ضمن مخططات هذه الشركات، و بالتالي قيمة تسويقية مرتفعة، و هذا ما تتجنبه الشركات الصينية الممارسة لخطط تسويقية منخفضة التكلفة تعتمد أساسا على مواقع التواصل الاجتماعي.
فصدى مواقع التواصل الإجتماعي اليوم و الأدوات البسيطة التي تعتمد عليها أصبحت ذات فعالية و استهداف أكبر، و وصول الإعلان المناسب للشخص المناسب، و بالتالي ضمان رقم تسويقي معقول، و هذا ما لا تتبعه الشركات الأجنبية ذات الخطط تسويقية السابق ذكرها.
محدودية الكميات
تعتمد الشركات الصينية طريقة جذابة لبيع منتجاتها، باتخاذها نهج محدودية الكمية، مما يخلق طلبا معتبرا على منتجاتها، بايهام الناس و ترسيخ في أذهانهم أن هاتفا معينا سينفذ و بسعر جد مغري، ليضاعف من تسارع الزبائن لاقتنائه.
لذا تجد استراتيجية الإنتاج لديهم مثمرة و مستنفذة لمخزون الأجهزة في غضون ساعات أو أيام.
بيع الملحقات
يتم تعويض هامش الربح الضئيل المتحصل عليه عادة، عبر توفير و بيع ملحقات الأجهزة و مزايا مختلفة، كالأغطية و سماعات المنفصلة ..... بل و وصل الأمر بالشركات مثل Xiaomi للقبعات و الملابس الداخلية و الأحذية. و هذا ما تفعله آبل و سامسونغ أيضا !! ، ....
لا نحن نمزح بالطبع، ولكن نتيجة هذه المنتجات والخدمات الإضافية تمكن الصناع الصينيون من بيع أجهزتهم بأسعار منخفضة للغاية.
المنافسة جيدة طبعا، لكن هل تتأثر جودة المنتج ؟
سابقا و في وقت ليس ببعيد، كانت الأجهزة الصينية مرتبطة بجودة منخفضة، هذا التصور قد تلاشى اليوم. فصحيح أنها ليست مصنعة من مواد عالية الجودة، لكنها ليست بتلك الردائة أيضًا. و لعلها أقنعت العالم أكثر بمعادلتها القوية السعر مقابل الأداء.
لذا فليس من الخيال أن نرى هاتفا رائدا بسعر 600 أو 700 دولار بدلا من 1000 و 1200 دولار و بنسب أداء متقاربة.
ختاماً، عملياً الهواتف الصينية أجهزة ملائمة تماماً للتصفح و المراسلة و توفير البطارية و المهام اليومية. فهي من الضروريات اليوم و يبحث عنها الجميع باختلاف أذواقهم للأجهزة.
أيضا مع توفيرها ميزات أخرى متنوعة بأسعار معقولة في الفئة السعرية كالألعاب و الكاميرات ..... بالتأكيد هناك هواتف
أفضل، فإن لم تكن ممن يبالون بالماركات و لا تريد انفاق الكثير على هاتف
محمول، فعليك تغيير نظرتك للهواتف الصينية.
هل تمتلك هاتف ذكي صيني ؟ هل ستشتري واحدا ؟ أخبرنا برأيك في التعليقات.
المصدر
↚
↱1