![]() |
علاقة الذكاء و الشطرنج |
غالبا أو كثيرا ما تكون الصورة النمطية للاعب الشطرنج هي شخصية ذكية، منطقية وجيدة في علوم الحساب و الرياضيات.
ربما هذا من أهم أسباب التي جعلت الكثير من الآباء حول العالم يحرصون على تعليم أطفالهم هذه اللعبة و سعيهم لإدراكها، ربما نظرا لتخمينهم حول الآفاق المتنوعة التي ستكسبهم إياها في التحصيل العلمي.
لكن هل هناك في الواقع دليل حقيقي يظهر أن لعب الشطرنج يمكن أن تساعد البشر على جعلهم أكثر ذكاءً ؟، بصرف النظر عن كونها لعبة رائعة، وتاريخها المتجذر و المربوط بمستوى الذكاء دائما.
في هذا المقال سنظهر و إياكم عن الرابطة الحاصلة بين لاعبي الشطرنج و مستويات الذكاء لديهم و إظهارهم في المتوسط لقدرة معرفية أعلى و لو نسبيا مقارنة بالآخرين الغير مهتمين باللعبة.
هل هناك علاقة بين الذكاء و الشطرنج ؟
ربما تتطلب الشطرنج بعض المهارات اللازمة المرتبطة ببعض من مقاييس الذكاء. كالتفكير المرن، الذاكرة و المعالجة السريعة.
يمكننا مناقشة هذه القضية في الثلاث محاور القادمة
لعبة الدماغ
يتطلب الشطرنج تركيزا و ذكاءا نوعي، فالفكرة القائلة بأن لَعِبْ الشطرنج يجعلك أكثر ذكاءً هي شيء من هذا القبيل. بعد القيام ببحث صغير حول الموضوع ستجد حتما أن الرياضيات و بعض الممارسات تتطلب شيئا من نفس المهارات العامة، لذا فإن ممارسة الشطرنج من الطبيعي أن يحسن التحصيل الدراسي للأفراد.
مع أخذ هذه الفكرة بعين الإعتبار، أجرت عدة معاهد تعليمية تحقيقًا شاملا لاختبار آثار الناجمة عن تعليم الشطرنج على المهارات الأكاديمية لما يقارب عن 4000 طفل بريطاني.
كانت النتائج الصادرة مخيبة للآمال، حيث يبدو أن اللعبة ليس لها أي تأثير على مستويات تحصيل العلمي للأطفال في الرياضيات، المعرفة، القراءة، الكتابة أو العلوم.
لكن و على الفور شكك مجتمع الشطرنج في مصداقية و حقيقة هذه النتائج، لا سيما أن الدراسات هي الأخرى لا تقدم صورة أكثر تفاؤلاً حول الفوائد الأكاديمية لتعلم الشطرنج.
تقييم الأدلة
قد يكون مجتمع الشطرنج على حق و له كل الحرية في انتقاد الدراسة، فهي تعاني من العديد من أوجه القصور المنهجية التي من المرجح أن تبطل النتائج. لكن و قبل التعرف أكثر على هذه الأخيرة. تمت مراجعة أبحاث أخرى مقترنة بها، و أظهرت نتائج بعض منها، التأثيرات المعتدلة لتعليم الشطرنج على القدرة المعرفية والتحصيل الأكاديمي، و خاصة الرياضياتي.
مع ذلك، لا نزال بحاجة إلى توخي الحذر في تفسيرها على أنها مؤشر إيجابي لقوة الشطرنج على المهارات المعرفية أو الأكاديمية. وذلك لأن معظم الدراسات المتداولة قارنت بين تأثير الشطرنج و المجموعات التي لا تقوم بأنشطة بديلة.
مشكلة أخرى ظاهرة في الأبحاث، تظهر أن الإثارة والمتعة الناجمة عن الأنشطة الجديدة يمكن أن تسبب تأثيرًا زمنيًا إيجابيًا على درجات الاختبار بنفس أداء الدواء الوهمي وتأثيره. إذن و بشكل حاسم، عند مقارنة اللعبة بأداء نشاط بديل كالأحاجي أو الرياضة، لم يُعطي الشطرنج أي تأثير ملموس على مهارات الأطفال.
لذلك، مرجح جدا أن تكون الآثار الإيجابية الملاحظة لتعليم الشطرنج ناتجة فقط عن تأثيرات مشابهة للدواء الوهمي بنفس الطريقة.
ملاحظات الشطرنج
ما يتبادر من كل هذا أنه من غير المحتمل أن يكون للشطرنج آثار كبيرة على القدرات الإدراكية العامة. في حين أنه قد يبدو فوز سريع، إلا أن هذه هي الحقيقة. اللعبة يمكنها تحسين مجموعة واسعة من المهارات، لكن للأسف ليس كما كنتم تظنون.
واقعيا أكثر يحدث سوء تفكير كبير لدى عامة الناس عند تعميم مساهمة تعلم قدرات مهارة معينة لتتدخل في مجالات الأخرى مختلفة بخلاف المهارة الأصلية طبعا. و ثبت أنه ليس لأي مهارة ما التأثير على القدرات المعرفية أو الأكاديمية للشخص. الأمر ذاته ينطبق على المهارات الأخرى التي يظن الناس عنها نفس الظن.
المهارات المكتسبة عبر التدريب لا تنتقل لمجالات مختلفة في الإدراك البشري. أي و بعبارة أخرى، تتحسن، في أفضل الأحوال، فيما تتدرب فيه، و هو الأمر البديهي المتفق عليه عموماً.
في الأخير، من الواضح أن الشطرنج ينطوي على مستوى معين من الذكاء و المهارات الحسابية والهندسية، لذا يمكن أن يبقى التعرف على مهارات مقاربة لها مساعدا أكثر و يشكل متعة نسبية للطفل من أجل التعلم.
المصدر
↚