مختارات

سلسلة بونزي، احذر أن يتم احتيالك !


هل تعرضت للاحتيال من قبل، أو أتى اليك شخص يروي على مسامعك قصة استثمار جميلة، ناصحاً إياك بالاقتداء بها كي تبلغ الثراء. 

إن قابلت هذا النوع من الأشخاص فلا تتحمس و تمالك نفسك، أنت وسط محاولة احتيال تعرف بمخطط بونزي.

مخططات بونزي

مخطط Ponzi، و يعرف أيضاً بسلسلة أو احتيال بونزي. هو عملية احتيال استثماري. يعد فيها المتحايل العملاء بأرباح كبيرة مقابل مخاطر أقل. 

بمعنى آخر هو ترتيب استثماري وُعد فيه المستثمرون بمخاطر منخفضة وعائد مرتفع.  تركز الشركات المشاركة في مخطط بونزي كل جهودها على جذب عملاء جدد قصد القيام بالاستثمارات.

الدخل الجديد الناتج عن هذه الاستثمارات الجديدة يستغل لدفع عائدات المستثمرين الأصليين أو القدامى، والتي يتم تمييزها على أنها ربح من صفقات مشروعة. و هنا تكمن المشكلة في أن هذه الاستثمارات احتيالية، فهي ليست فعلية. 

كما تعتبر هذه المخططات نوع من السحر يعتمد بشكل أساسي على التدفق المستمر لأموال الإستثمارات الجديدة من أجل ضمان استمرارية توفير العوائد المدهشة للمستثمرين الأقدم. و أي تناقص أو انعدام لهذا التدفق، يؤدي لانهيار السلسلة.

تاريخ سلسلة بونزي

تشارلز بونزي

صِيغََى "
مخطط بونزي" على اسم أشهر محتال في العالم تشارلز بونزي في عام 1920.  وُلد تشارلز بونزي، أو كارلو بونزي، المعروف سنة 1882 في بارما إيطالية. آتياً من عائلة ذوي أصحاب الفنادق وتم إرساله إلى روما للحصول على تعليم جامعي.

هاجر في ثمانينيات القرن التاسع عشر الى الولايات المتحدة. ليصبح رجل أعمال مخادع لاحقًا لما نفذ واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ الولايات المتحدة.

في عام 1919، ركز مخطط تشارلز بونزي الأصلي على خدمة البريد الأمريكية. حيث كانت في ذلك الوقت قد طورت قسائم رد دولية تتيح للمرسل الشراء المسبق للطوابع البريدية وإدراجها في مراسلاته. 

حيث سيأخذ المستلم هذه القسيمة باتجاه مكتب بريد محلي، ثم يستبدلها بالطوابع البريدية ذات الأولوية للبريد الجوي اللازمة لإرسال رد.

مبدأ مخطط بونزي أساسه اللاستثمارات الجديدة المتواصلة من أجل توفير عوائد للمستثمرين الأقدم. هذا النوع من التبادل يُعرف بالمراجحة، وهي ليست بالممارسة الغير قانونية. لكن بونزي أصبح جشعًا و وسع جهوده.

بعد إطلاق شركته للأوراق المالية، وعد المستثمرين بعائدات تقدر بـ 50 ٪ في 45 يومًا أو 100 ٪ في 90 يومًا. 

مستعيناً بخبرته و النجاح الذي لقاه في نظام الطوابع البريدية، فتم جذب المستثمرين على الفور. و لكن بدلاً من استثمار الأموال فعليًا، أعاد Ponzi توزيعها وأخبر المستثمرين أنهم حققوا أرباحًا.

استمر المخطط الى غاية أغسطس 1920، لما بدأت صحيفة بوسطن بوست الأمريكية، التحقيق من شركة الأوراق المالية هذه. أين انتهى تحقيقها بإلقاء السلطات الفيدرالية القبض على بونزي في 12 أغسطس 1920، مع توجيه إليه عدة تهم تتعلق بالاحتيال عبر البريد.

نظام بونزي مقابل نظام الهرم الغير قانوني

من أوجه تشابه مخطط بونزي مع مخطط الهرمي الغير قانوني. هو استخدام  أموال المستثمرين الجدد للدفع للمستثمرين السابقين وهي حيلة ذكية ينتهجها كلا النمطين. لكن يكمن الاختلاف بينهما في الطريقة التي يتم بها الترويج لكل مخطط. 

يولد التدرج الهرمي الغير القانوني إيرادات من خلال التجنيد المتواصل لأعضاء جدد. ممكن أن يعرض المروجون سلعًا أو خدمات للبيع. و ممكن أن أن لا يعرضوا. لكن الإيرادات الكبيرة الوحيدة تأتي من التوظيف. 

و حتى نظهر شيئاً من البياض وسط كل هذا السواد، فعلى الرغم من أن خطة التعويض الهرمية ليست غير قانونية، إلا أنه من غير القانوني إدارة أعمال تجارية فيها تجنيد أشخاص جدد يولد كل الأموال.

كيف اكتشف احتيالات بونزي ؟

مفهوم مخطط بونزي بعد سنة 1920 لم ينته. فكما تغيرت التكنولوجيا، تغيرت معها مخططات بونزي. و أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث سنة 2008، عندما أدين برنارد مادوف بإدارة مخطط بونزي. 

حيث زور تقارير التداول لإظهار أن العميل كان يكسب ربحًا من استثمارات لم تكن موجودة أصلا. ليعاقب بالسجن و توفي هناك في 14 أبريل 2021.

إذن، و بغض النظر عن التكنولوجيا و الأساليب المستخدمة في أنظمة Ponzi، يشترك معظمهم في خصائص متشابهة:

  • عوائد متزايدة باستمرار. تميل الاستثمارات إلى الصعود والهبوط بمرور الوقت بغض النظر عن نوعيتها. لذا كن متشككًا بشأن أي استثمار قد يولد عوائد إيجابية بانتظام دون تأثره بظروف السوق الإجمالية.
  • عوائد عالية مع مخاطر منخفضة جداً. كل استثمار له درجة معينة من الخطر، فالاستثمارات الكبيرة تنطوي على مخاطر أكبر. فاحذر بشدة من أي فرصة استثمارية "مضمونة".
  • الباعة غير المرخص لهم. تتضمن معظم أنظمة Ponzi أفرادًا غير مرخصين أو شركات غير مسجلة.
  • استثمارات سرية أو غير مسجلة. تتضمن احتيالات  بونزي عادةً استثمارات غير مسجلة أو غير رسمية لدى هيئة المنوطة سواءٌ البورصات، الأوراق المالية أو مع المنظمين الحكوميين. 
  • استراتيجيات سرية و معقدة. الاستثمارات غير مفهومة و عتامة كبيرة حول المعلومات الكاملة عنها.
  • مشاكل في الأعمال الورقية. مشاكل و أخطاء كشف الحسابات، علامة قوية على عدم استثمار الأموال على النحو الموعود.
  • التأخير و التأجيل في السداد. كن مريبًا إذا لم تتسلم دفعة أو تواجه صعوبة في صرفها. يحاول مروجو مخطط بونزي أحيانًا منع المشاركين من صرف الأموال عبر تقديم عوائد أعلى لهم للبقاء في المكان.

المصدر

1    2    3    4

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق