الرائحة الفريدة للأطفال الحديثي الولادة |
سمعنا جميعًا عن روائح الملابس الجديدة، السيارات الجديدة، ولكن ماذا عن الرائحة المميزة للمواليد الجديدة ؟
طبعا وستكون قد تسائلت يوما عن مصدر هذه الرائحة الفريدة، وكيف أتت !
تتميز تلك الرائحة بقوة عميقة تتسبب بإفراز الدوبامين في أدمغتنا وتجعلنا نشعر بالراحة ونستمتع بأخذ نفس عميق لها؟ كما تتمتع برابط مميز سحري يزيد من توطيد العلاقة بين الطفل ووالديه. فما سر تلك الرائحة. هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم.
الرائحة المميزة للأطفال الحديثي الولادة
يحين موعد ظهور المواليد الجدد بعد قضائهم أشهراً في الطفو داخل السائل الأمنيوسي، المغطى بمادة بيضاء شمعية تُعرف باسم vernix caseosa.
يعتقد البعض أن هذه السوائل والمواد الكيميائية تلعب دورًا في رائحة الطفل الجديدة. لكن قد يكون هذا جزءًا من سبب زوال الرائحة الخاصة لحديثي الولادة، حيث تدوم بضعة أسابيع فقط.
دراسة من عام 2019 نظرت في رائحة السائل الأمنيوسي مقارنة برائحة رأس المولود الجديد ووجدت أنه في حين أن بعض المكونات كانت متشابهة، فإن رائحة الأطفال حديثي الولادة تحتوي على المزيد من العناصر الكيميائية وكانت مميزة بشكل فردي.
في الواقع، يوجد دراسة قديمة جدًا ذات مصدر موثوق منذ عام 1987، استطاعت 90 في المائة من النساء التعرف على أطفالهن حديثي الولادة عن طريق الرائحة بعد 10 دقائق فقط إلى ساعة من الوقت مع رضيعهم !
مصدر الرائحة الفريدة للأطفال الجدد
يمكن أن تكون الرائحة أقوى حاسة لإثارة استجابة عاطفية. وقد تطرقنا لهذا في مقالنا عن الرائحة وحاسة الشم. كما يُعتقد أيضاً أن رائحة المولود الجديد عبارة عن مزيج من المواد الكيميائية التي تفرز من خلال الغدد العرقية والسائل السلوي العالق وطلاء الكيسوسا، وهو الكريم الذي يشبه الجبن الأبيض الذي يغطي الأطفال عند الولادة.
كل هذه مجتمعة، يُعتقد أنها تخلق مزيجًا من الرائحة المختلطة المؤثرة التي صممت طبيعياً لجذبك إليها. مهما كانت، فإن تلك الرائحة المميزة توفر مسارًا لأدمغتنا وقلوبنا في النهاية وتربطنا بتلك الحياة الصغيرة.
على الرغم من أن رائحة الأطفال حديثي الولادة تتلاشى في نهاية المطاف (عادةً حوالي ستة أسابيع من العمر). لكن من المعروف أن العديد من الآباء يأخذون نفساً عميقاً من رأس طفلهم (بغض النظر عن أعمارهم) ويستمتعون بالرائحة الفريدة والراحة التي توفرها لك.
هل من جيد تأخير حمام الأطفال حديثي الولادة ؟
في الماضي، كانت العديد من الولادات في المستشفيات تؤدي إلى استحمام الطفل وتنظيفه فور ولادته. طبعاً لا تزال هذه السياسة في بعض المستشفيات. ومع ذلك، بدأنا في هذه الأيام نفهم سبب أهمية تأخير الاستحمام وترك الطلاء على الطفل.
توصي منظمة الصحة العالمية بتأجيل الاستحمام الأول للطفل الحديث الولادة حتى 24 ساعة على الأقل. وكلما طال انتظارك في الحمام الأول، كان ذلك أفضل.
يساعد تأخير الطفل للحمام وترك الطلاء الكاسيوزا سليمًا في تكوين رائحة الطفل الجديدة تلك، ولكنه يعمل أيضًا كمرطب طبيعي وحاجز على بشرة الطفل.
يتيح تأخير حمام الرضع للأم والطفل وقتًا للترابط، ويزيد من احتمالية بدء الرضاعة الطبيعية. كما أنها تحافظ على تلك الطبقة الخارجية الثمينة في مكانها، على طفلك.
تشير الدراسات إلى أن جميع الثدييات تستخدم حاسة الشم لتكوين الرابطة بين الأم والرضيع. وأننا لا نتفاعل مع رائحة الطفل فحسب، بل أيضًا أن الأطفال يتفاعلون مع روائح والديهم.
يُظهر الأطفال تفضيلًا للملابس التي يرتديها والدهم، عادةً إذا كانت بها رائحة حليبهم. كما يبدو أن لرائحة حليب الأم عند الأطفال تأثيرًا مهدئًا ويمكن استخدامها كطريقة آمنة لتسكين الآلام.
المصدر
↚