مختارات

هل مستقبل الذكاء الاصطناعي يهدد مكانة البشر؟ أم للعلماء رأي آخر!

الـ AI يهدد العالم
هل مستقبل الذكاء الاصطناعي يهدد مكانة البشر؟

هل الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية؟ سؤال قد يبدو لك مبالغاً فيه، لكن قد يكون للعلماء رأي آخر. لذا تابعو معنا هذا الشرح القصصي الرائع للمفارقة. 

في سنة 1815 ظهر أكبر بركان في التاريخ المسجل للبشر، وهو بركان تومبورا في احد جزر اندونيسيا الحالية. 

الدخان الذي صعد من هذا االبركان دار العالم لمدة سنة كاملة. خفض درجة حرارة الكوكب وتسبب في افساد الكثير من المحاصيل الزراعية وزاد نسبة الجو الممطر، لدرجة ان العام التالي 1816م كان يسمى العام الخالي من فصل صيف.

في بنت كانت متزوجة حديثاً اسمها ماري شيلي، هي وزوجها ذهبوا لزيارة صديق  ولكن بسبب الجو الممطر آنذاك، لم يستطيعوا القيام بنشاطات خارجية. فعرض عليهم صديقهم الذي يستضيفهم، أنه كل واحد فيهم يكتب عمل أدبي ويقرأه على االآخرين.

الشخص المستضيف كتب مقطوعة شعرية، الزوج كتب قصة صارت في وقت لاحق لـ "برام ستوكر" حافز أنه يكتب قصة دراكولا. 

أما  البنت ماري شيلي قالت لهم عن حلم مخيف حلمت به الليلة الماضية. حفزوها أنها تحوله لرواية ومن هنا كانت بداية قصة فرانكشتاين.

الآن فيه معلومات خاطئة حول قصة فرانكشتاين، حيث أن الوحش لا يسمى فرانكشتاين، لكن الدكتور الذي صنع الوحش يسمى فيكتور فرانكشتاين.

والمعلومة الثانية أن الناس يعتقدون أن الوحش همجي ولا يفهم، لكن الوحش في القصة ذكي وفي قمة الذكاء. وما ما يترك الإنسان يتسائل. هل يستطيع الانسان في المستقبل القريب أن يصنع كائن أو شيئ أعظم من الإنسان نفسه ؟

هل الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية؟

لما نتسائل: هل مستقبل AI يهدد مكانة البشر؟ أو بشكل أكثر دقة هل هو قادر على صناعة شيئ أعظم منه ؟ لكن كلمة أعظم هنا يمكن ان تحتمل اكثر من معنى. فلو كان القصد جسديا فالموضوع منتهي فالإنسان صنع شاحنات ورافعات وطائرات وصواريخ، أعظم من الانسان جسديا وفيزيائيا بمراحل.

لكن ما نعنيه هنا بالأساس أنه هل يستطيع الانسان ان يصنع شيئ اعظم منه ذهنياً وعقلياً. طبعاً المنافس الوحيد في هذا المجال هو الحواسيب. لكن سيتبادر الى ذهننا سؤال آخر. هل الكمبيوترات والحواسيب قادرة على التفكير ؟.

آلن توران مؤسس علم الكمبيوترات والحواسيب قال أن هذا السؤال لا يستحق الاهتمام وبلا معنى، فالسؤال مشابه لكأنك تقول هل الطائرات تطير، وهذا سؤال لغوي فكلمة تطير استخدمناها مجازاً لوصف الطائرات لكن آلية طيران الطائرات تختلف عن آلية طيران العصافير والطيور. 

لذا نحن نحتاج لتفسير هذا لمعيار مختلف. والأصح أن نقول هل الحواسيب قادرة على تقييم الأمور واتخاذ القرار مع امتلاك ارادة مستقلة.

الاجابة، نعم ؟ فهل يعني هذا أن الحواسيب بعد فترة ستصل لمجارات الانسان أو ستتفوق عليه ؟. وهل يمكن ان نصنع شيئاً يشبه عقل الانسان الى حد ما ؟.

عالم الرياضيات "روجر بنروز" قال أن القدرة الحسابية للكمبيوترات لا يمكن أنها توصل الى مستوى مخ الانسان، وتعطي الادراك والوعي البشري.

ويقول: "أن جزء من مخ الانسان يسمى Microtubules له القدرة على أنه يقوم بعمليات حسابية على المستوى الكمي، والأمر لحد الآن افتراضي ولم يتم تأكيده.

لكن هل معنى هذا ان الموضوع انتهى وان الحواسيب لن تصل لمستوى ادراك الانسان.

ما هو رأي التاريخ حول تطور الذكاء الاصطناعي؟

قبل سنوات طويلة كانوا يعتقدون أن معيار الذكاء البشري مرتبط بلعبة الشطرنج، وكان الكثيرون يقولون أن الحواسيب لن تصل لمستوى تجاري فيه الانسان في هذه اللعبة.

لكن مع الوقت تمكن الحاسوب IBM المعروف بـ Deep Blue من مجارات الانسان بل والتفوق على أعظم لاعب شطرنج في التاريخ الروسي "غاري كاسباروف". وتجاوزته بمراحل.

لكن قوبل الأمر بحجج أن لعبة الشطرنج الخيارات فيها محدودة، فاتجهوا صوب لعبة Go أين تكون  الخيارات أوسع وغير محدودة. لكن الذكاء الصناعي تغلب من جديد بفضل برنامج Alpha Go على الذكاء البشري وتجاوزه أيضاً بمراحل.

بعدها قال العلماء أن القضية ليست قضية ألعاب بل قضية سؤال وجواب وأن الحاسوب لا يفهم. ولا يمكنه ان يتغلب على الانسان في موضوع السؤال والجواب. 

لعبة جيوباردي "Jeopardy" لعبة السؤال والجواب المعقدة. تمكن أيضاً برنامج واتسون من التغلب على بطلين من أبطال هذه اللعبة، بسهول وتجاوزهم بأميال.

بعدها قالو ان القضية ليست قضية ألعاب بل هي مسألة حوار. الحاسوب ليس له القدرة للتحاور مع الانسان مثلما يتحاور البشر مع بعضهم بشكل عادي.

برنامج Gpt 3 يستطيع التحاور مع الانسان لدرجة أنك لن تميز أن الكلام هذا قاله انسان أم روبوت.

بعدها صار النقد من ناحية مختلفة فقالوا أن الكمبيوتر لا يفهم ما الذي يشاهده. فتم توصيل كاميرا الى الحاسوب وجعله يشاهد الواقع كالمباني أو سيارات أو طرق. واستمر AI في تجاوز هذه المراحل من جديد.

ما يحدث اليوم هو أننا دائما نصنع عقبات جديدة ترضي غرورنا أمام الحواسيب والروبوتات وأن للذكاء الاصطناعي لا يهدد الإنسان، لكن هذه الأخيرة تعيد تجاوز تلك المرحلة لنصنع عقبة جديدة ضدها ونقول أنه لن تتجاوزها.

حتى أنه عالم الكمبيوتر "جون مكارثي" قال ساخراً: "الـ AI بمجرد أنه يُصَنع ويؤدي الغرض، يلجؤون لتسميته ببرناج". وهذا ما يحدث معنا وشرحناه الى غاية هذه النقطة.

فالظاهر ان الروبوتات وAI والحواسيب ستتجاوز الانسان في مجالات عدة خاصة، وحتى المجالات العامة، وبذلك يجب ان نواجه الحقيقة بدل أن نخدع أنفسنا.

المخاوف وتحديات الذكاء الاصطناعي

الحاسوب الذي يصل لعقل الانسان وينافسه في ذلك يسمى الذكاء الاصطناعي. ولعل الروبوت صوفيا الانسان الالي أحد هذه المظاهر. فاذا افترضنا ان AI سيصل لمستوى عقل الانسان ويتجاوزه. فما مصير العالم من ذلك ؟.

هناك اكثر من احتمال. فيه احتمال يقول ان AI خادم مطيع للبشر، يحل المشاكل والقضايا بمختلف اشكالها الاقتصادية والعالمية والهندسية وغيرها...

والاحتمال الآخر أن الذكاء الاصطناعي سيتمرد على الانسان. فلماذا يطيع شيئاً أقل ذكاءاً منه ؟.

هناك تجربة قاموا فيها بوضع فأر في دهليز. مرقم بأعداد اولية اتباعها يؤدي الى المخرج الوحيد. (الاعداد الأولية هي التي لا تقبل القسمة الا على نفسها مثل 1، 2، 3، 5، 7، 11 ....) فماذا يجب أن يكون ؟. يعني ان الفار لو اتبع الطريق المرقم بالاعداد الاولية سيفتح الدهليز.

أثبتت التجارب أن الفأر ليس له القدرة على فتح هذا الدهليز ولو تدرب لمئات بل ولمدى الحياة. فلماذا ؟.

لأن مفهوم الأعداد الأولية ليس موجود داخل عقل الفأر. لكن لوطبقنا هذا المفهوم على البشر. سنجد أن الذكاء الاصطناعي لو تجاوز البشر  بمراحل ممكن أنه يستخدم استراتيجيات وأساليب فوق مستوى الذكاء البشري.

فستجده يستخدم هذه الاساليب ويسيطر على وعي وادراك الإنسان، حتى أنه ممكن أن يضعه في واقع افتراضي وهمي ويتركه يعتقد انه مسيطر على الامور بينما هو أسير وسجين من هذا الذكاء الخارق.

مستقبل الـ AI يهدد البشرية
AR

مخاطر الذكاء الصناعي

إذا كان الـ AI يتبع نمط التطور التضاعفي. معنى هذا أن الحواسيب ستصل لمراحل  تصبح فيها أعظم من الانسان في التفكير ويصبح الانسان محل الفأر داخل الدهليز.

لأن الذكاء الصناعي يتطور ويصل مرحلة من الحسابية الكمية، ولشرح هذا بشكل أكثر تبسيطاً أنه لو تم تصنيع كمبيور محمول يعمل بالحساب الكمي وبالأبعاد المتعارف عليها مثلاً 15 بوصة. لن يستطيع حاسوب مصنع بحجم الكرة الأرضية تجاوزه في قدرات الحوسبة.

وبذلك الكمبيوترات لو تطورت وبدأت تعدل وتطور من نفسها ممكن أن تصل لهذا المستوى ويصبح ذكائها أكبر من ذكاء البشر بمراحل.

 فالأشخاص المتخوفون من الذكاء الاصطنعي كآيلون ماسك يقولون: "يجب أن نراعي تطور الـ AI". وفي مقام آخر قال: "أن الـ AI هو أكبر خطر يهدد البشر". ليدلي بعدها بمقولته المرعبة: "أنه فات الأوان والذكاء الاصطناعي أصبح يتطور بصفة تضاعفية، ولا يمكن أن نوقفه، والشيئ الوحيد القادر على ذلك هو حدوث كارثة طبيعية."

 تطور تقنيات الـ AI وتأثيرها على الجنس البشري

هناك رأي آخر مناقض لما سبق يقول: "ماهو الشيئ الذي يتركك تعتقد أن الـ AI سيتطور مثل ما يتطور التلفزيون والسيارة وغيرها من الأجهزة، أي انه يتطور خارج الانسان." ويقولون أيضاً: "أن الحواسيب كان حجمها بحجم طوابق ثم بحجم سيارة الى حجم الحواسيب الشخصية الى غاية الهواتف والساعات." 

ولو استمر التطور التضاعفي فمعنى هذا ان الحواسيب سيتقلص حجمها وسيصل لمرحلة أنه سيندمح مع الانسان. هذا الراي يستمر في التوضيح ويقول: " أن بعض الناس من ذوي الأمراض الغير قابلة للعلاج، يمكن معالجتهم، كالرعاش مثلاً، حيث يمكن زراعة شريحة الكترونية داخل عقولهم يمكنها معالجتهم."

فلو استمر التطور سنصل لمرحله أن الكمبيوتر سيندمج مع عقل الانسان، يعني ان الذكاء الاصطناعي الذي نخاف منه لن يكون شيئاً خارج الانسان، أي بتفسير أوضح، الانسان هو من سيكون الذكاء الاصطناعي.

وإيلون ماسك هو أحد الأشخاص الذين بادروا في هذا الموضوع، وأسسوا شركة تسمى "Neuralink". وهذه الشركة أساسها أن الـ AI يكون هو الانسان ولا يكون أي حالة خارجة عن ذلك.

فكرة الشركة هي توصيل الكمبيوتر الى مخ الانسان، وبالتالي لن تستخدم يدك أو جسمك أو لوحة المفاتيح أو الطابعة. بل ستستخدم أفكارك. وهذا سيقرب الدمج بين الانسان والحواسيب. 

ماذا سيحصل عند اندماج الذكاء الصناعي مع الانسان ؟

التواصل بين البشر، التعليم، سرعة القراءة واتخاذ القارارات الصائبة. والكثير من الأمور التي سيتم تقليص حجمها وسعتها الى أقل ما يمكن أي تقليص أعوام، الى أسابيع أو أيام. ويمكن تحصيل المزيد في وقت قياسي.

سيتضاعف الانتاج البشري الى اي مرحلة يريدها الانسان، حلول الأزمات لن يستمر لأعوام وسنين، التواصل بين البشر سيكون آني وفوري ومن شتى الأماكن. 

في الآخر ربما ستصل الحوسبة لسرعة الضوء وبما أنها ستكون مدمجة مع الانسان. فماذا سيكون مصير اللغة، الأدب، الثقافة، أو حتى الكوميديا. 

وقتها سيصل الانسان الى مستوى لا يمكن لنا ان نتخيله أو نتصوره، وبمجرد أننا نعطي تخمينات، فإن الانسان لن يكتفي بكوكب الأرض وسيبحث عن عوالم أخرى. 

وسينتشر ويبني مستعمرات على القمر والمريخ و...و..و.، بل وسيبني مدن على شكل مركبات فضائية محلقة. وهذ المدن المحلقة ستكون مكتفية ذاتياً وستساعد البشر على الانتشار حول المجموعة الشمسية.

هذا هو القادم المشرق الذي يتوقعه الكثيرون، ومستقبل البشري مع التطور التقني للذكاء الاصطناعي.

متى سيصل الـ ai للاندماج مع الانسان ؟

بعض الآراء تقول أن الذكاء الاصطناعي يهددنا كبشر عبر هذا التطور، لكن لن يكون هذا قبل انقضاء هذا القرن، يعني أبعد شيئ سنة 2100م.

وبعض الآراء الأخرى لعلماء التكنولوجيا  تقول أن التطور جد سريع وسيكون في وقت قريب. ويقولون أن الـ ai سيصل لمستوى البشر في سنة 2029 كأقل تقدير.

وبالعودة للسؤال المطروح في بداية الحلقة، هل الانسان قادر على ان يصنع شيئ أو كيان أعظم منه ؟ 

في قصة فرانكشتاين صنع الدكتور فرانكشيتاين وحش أقوى وأعظم منه. لكن في قصتنا نحن وفي المستقبل القريب، الانسان سيصنع من نفسه شيئ أعظم من ما كان عليه. 



المصدر

منقول عن قناة تكنوكافيه 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق