هل سبق لك أن لاحظت شيئاً ما يقارب الرمال على الشاطئ ثم بعد مدة من الزمن اختفى وتم سرقته من طرف موجات البحر.
أتتساءل كيف حدث ذلك؟ حسنًا، تقريرنا اليوم سيفسر لك كيف حدث ذلك لما كنت غائب عن العملية.
![]() |
كيف يحدث المد والجزر |
لذا نحتاج إلى توخي الحذر الشديد هنا لأنه وكما قال عالم الفلك الفرنسي
فرانسوا أراغو ذات مرة. "إن دراسة المد والجزر، هي مقبرة فضول الإنسان"،
فلا الأمر يزال غامضًا إلى حد ما.
ومع ذلك، من الضروري محاولة فهم هذه الظاهرة، إن لم يكن بدافع الفضول ولكن من أجل التنقل الآمن. رغم أنه يمكن أن يكسر الأمر عقلك كما سترى.
ظاهرة المد والجزر وما علاقتها بالقمر
يرجع المد والجزر إلى تشوه المحيطات بفعل قوى جذب الأرض والأجرام السماوية الأكثر تأثيراً (القمر والشمس). فضلاً عن تأثير قوة الطرد المركزي بسبب دوران الأرض حول محورها.
يتم التعبير عنها بشكل مختلف في كل نقطة من الكرة الأرضية، بسبب العديد من التأثيرات الإضافية: القصور الذاتي لإزاحة المياه، والآثار الناجمة عن المد والجزر نفسه والتشوهات الأرضية، والحجم والشكل من الأحواض (مفتوحة أو مغلقة، عميقة أم لا)، إلخ
يعتبر المد والجزر من الظواهر الطبيعية المهمة لسيرورة نظام الكوكب، تتم على مرحلتين:
- المد: وهي الحالة التي يرتفع فيها منسوب المياه بشكل تدريجي، الى حد معين.
- الجزر: وهو عودة وانحصار مستو المياه وبشكل تدريجي الى حد معين.
تتناوب هذان الظاهرتان على طول اليوم، ويتحكم القمر في شدة هذا الارتفاع والانحصار للمياه حسب موقعه بالنسبة للشمس والقمر.
لماذا؟
هناك الكثير من العوامل المتضمنة في تكوين ظاهرة المد والجزر هنا على الأرض، كما ذكرنا، لكن ثلاثة منها أساسية:
- دوران الأرض.
- سحب القمر.
- جاذبية الشمس.
جاذبية جميع هذه الأجسام الثلاثة متفاعلتاً معاً تخلق لنا ما يعرف بالمد والجزر. لكن العامل الأول والأساسي في الواقع هو القمر. حيث أنه يمارس طاقة أكبر بنحو 2.2 مرة على المد والجزر من الشمس. طبعاً بمساهمة قوة الدفع المركزي التي تولدها الأرض من دورانها حول نفسها.
الشمس ايضا لها تأثير مماثل للقمر على الأرض، لكن المسافة التي تبعدها الشمس أكبر بكثير. وهذا ما يحد من قدرتها على ذلك.
يمكنك تخيل أن القمر فوق الأرض مباشرة. ذلك سيمارس جاذبية تؤثر على بعضهم البعض. وبما أن معظم الأشياء مثبتة على الأرض (لديها قاعدة، كاليابسة والمباني ذات الأساسات)، فإن هذه الأشياء تبقى في مكانها نظراً لتركيبتها الكيميائية الصلبة .
الجانب الصلب من الأرض لا يتأثر بالشكل المرئي نظراً لطبيعته الكيميائية القاسية كما تطرقنا. لكن المحيطات والبحار والمسطحات المائية تتأثر كل حسب عمقها وكثافة المياه خلالها، فتتوسع نسبياً لتصنع تمدد مائي على جانبي الأرض.
فالخصائص الكيميائية للمحيطات ذات النمط السائل بالمعنى الكيميائي الحرفي، يعطي للقمر امكانية سحبها نحوه. ونظراً لضخامة منسوب المياه الذي يتيح لنا رؤية النتائج، يخلق لنا ظاهرة تعرف "المد والجزر".
متى يكون المد والجزر في أعلى مستوياته؟
![]() |
ظاهرة المد والجزر |
عندما يقترب القمر أكثر وأكثر من الشمس. يشكل هذا نوعًا ما مشكلة كبيرة
بالنسبة لها.
حيث أنه لما يلتقي مع الشمس والأرض في مستوى واحد. أي كل من القمر والشمس والأرض على خط واحد. تصبح الظاهرة في أوج عطائها.
أين تخضع الأرض لتأثير مضاعف لكل من الشمس والقمر، وهذا ما يخلق موجات مد مضاعفة غير معتادة. وتحدث عند اكتمال القمر (بدر) أو ما يعرف بظاهرة "سيرجي".
الآن، عندما يكون القمر والأرض والشمس يشكلون زاوية قائمة، تقلل الشمس من جاذبية القمر، مما يؤدي الى مد أقل، وبالتالي جزر أقل.
متى تكون أقصى حدود للظاهرة؟
عندما يكون كل من الشمس والقمر والأرض في خط واحد مع وقوع القمر في احدى عقدتيه التصاعدية أو التنازلية.
تكون امكانية حدوث كسوف للقمر كبيرة وهنا تكون نسب المد كبير بالمقارنة بالظاهرة في حالاتها السابقة.
لماذا يحدث المد والجزر مرتين في اليوم؟
يحدث المد مرتين في اليوم، نظراً لمواكبة سير القمر خلال دورته حول الأرض للارض عند دورانها حول نفسها.
ويكون الجزر عند ابتعاده، أي الطرف المقابل للكرة الأرضية.
أماكن حدوث أعلى مستويات مد وجزر في العالم؟
بالاضافة للعوامل الاساسية المذكورة التي تأثر على ظاهرة المد والجزر، يأثر كذلك نمط الطقس والضغط الجوي أيضاً بنس ضئيلة.
فيما يلي هذه أكثر 5 أماكن تأثراً بالمد والجزر وبلوغها ارتفاعات عليا.
- خليج فندي، نوفا سكوشا : 11.7 متر
- خليج أونغافا، كيبيك : 9.8 متر
- قناة بريستول، المملكة المتحدة: 9.6 متر
- Cook Inlet، ألاسكا : 9.2 متر
-
ريو جاليجوس، الأرجنتين : 8.8 متر
لعل البحارة اليوم من الشرائح الأدرى بتنبؤات حدوث المد والجزر ولو بشكل نسبي نتيجة الإبحار والاحتكاك المتواصل مع الأمواج.
لكن العلماء يقولون بأن هذه التنبؤات حول مواقيت المد والجزر لم تعد دقيقة كما كانت في لسابق، فالأمر زاد تعقيداً في العقود الأخيرة، نتيجة مختلف المؤثرات الخارجية التي اجتاحت الكوكب.
المصدر