مختارات

لماذا لا يحدث كسوف الشمس وخسوف القمر كل شهر؟

عند طور القمر الجديد (المحاق) تحدث ظاهرة الكسوف الشمسي، وهي لما يكون القمر بين الشمس والأرض. 

أما ظاهرة  الخسوف القمري فتحدث عند اكتمال القمر (بدر)، نتيجة اصطفاف كل من الأرض والشمس والقمر في الفضاء على خط واحد مع تموقع الأرض بين الشمس والقمر. 

عمومًا لدينا ما بين أربعة وسبعة كسوفات بعضها جزئي، وبعضها كلي، وبعضها قمري وبعضها شمسي في كل مرة. إذن مادامت أطوار القمر تمر على مرحلتين للقمر الجديد والقمر الكامل، فلماذا لا يكون هناك خسوف وكسوف كل شهر أي عند كل قمر مكتمل وحديث؟

لماذا لا يحدث كسوف الشمس وخسوف القمر كل شهر؟

لماذا لا يحدث كسوف الشمس وخسوف القمر كل شهر؟

يستغرق القمر حوالي شهراً ليكمل دورة كاملة حول الأرض. فإذا كان في نفس مدار الشمس أي المستوى المداري للأرض في هذه الحالة سيتولد لدينا خسوفان على الأقل كل شهر. 

يكون خسوف القمر متاحاً عند كل اكتمال للقمر. وبعد أسبوعين تقريبًا، يحدث كسوف للشمس عند كل قمر جديد بإجمالي 24 خسوفاً على الأقل في العام.

لكن هذا لا يحدث دائماً، والسبب هو أن مسار القمر حول الأرض يميل عن مسار الأرض حول الشمس بنحو 5 درجات. لكن إذا تقاطع القمر مع مسار الشمس مرتين كل شهر وكانا في نفس المستوى المداري للأرض عندها يحدث الكسوف والخسوف عند  نقاط تعرف بالعقد.

إذن ماهي العقد المدارية؟ 

حتى نسهل الأمر أكثر قد يوضح لنا هذا الرسم التخطيطي قليلاً حول المسار العقدي.

رسم تخطيطي للعقد المدارية


النقطتين في طرفي خط التقاطع بين مستويين يمثلان المسارين الأول المرجعي (مدار غير مائل) والثاني للجرم السماوي المراد دراسته.

هذه المدارات تكون مائلة (بالنسبة للمستوي المرجعي) بدرجة معينة، يصادف التقاء المسارات عند العقد حدوث ظواهر كونية كالكسوف والخسوف مثلاً.

فاذا كان القمر يتجه من الجنوب إلى الشمال في مداره فهذه تعرف بالعقدة الصاعدة، وإذا كان القمر يتجه العكس من الشمال إلى الجنوب، فهذه تعرف بالعقدة النازلة.

عند مرور الشمس بالعقدتين، تستغرق خلالهما مدة زمنية تصل لشهر، فبعدما يحدث كسوف الشمس يتبعه بـ 15 يوم خسوف للقمر إما قبله أو بعده.

وكي تعود الشمس لنفس العقدة ستسغرق 346.6 يوماً وهي فترة يطلق عليها مسمى "السنة الكسوفية" نتيجة تموقعها في المدار الملامس للعدقدتين، الذي نادراً ما يحدث.

أما عودة حدوث الخسوف والكسوف فيتطلب 18 سنة و11.3 يوماً، أي حتى نرى الشمس تعود للمدار العقدي الذي يتيح لها توليد هذه الظواهر الكونية. وهذا ما يطلق عليه بدورة ساروس، نسبة للشعب البابلي المكتشف لها.

تلخيصاً لما سبق، فاذا كان البدر أو المحاق يجري بالقرب من احدى هذه العقدتين فان الكسوف أو الخسوف ليس ممكناً فحسب، بل لا مفر منه.

 لا يأتي الكسوف وحده

يأتي خسوف الشمس وكسوف القمر دائمًا في أزواج، أحدهما يتبع الآخر في فترة حوالي أسبوعين. على سبيل المثال، سوف يتبع الكسوف الشمسي الجزئي للعقدة الصاعدة في 30 أبريل 2022 خسوفًا كليًا للقمر في العقدة النازلة في 15-16 مايو 2022.

بعد ذلك بالضبط ستة أشهر قمرية (ستة أقمار جديدة) بعد الخسوف الشمسي الحلقي للعقدة الصاعدة في 30 أبريل 2022، سيكون لها عقدة هابطة أي كسوف جزئي للشمس في 25 أكتوبر 2022.

وبعد ستة أشهر قمرية (ستة أقمار كاملة) بعد هذه العقدة النازلة، سيكون هناك خسوف كلي للقمر في العقدة الصاعدة في 8 نوفمبر 2022.

مواسم الكسوف

في كثير من الأحيان، يحدث خسوفان، أحدهما شمسي والآخر قمري، في موسم واحد، وهي فترة تدوم ما يقرب من 34 إلى 35 يومًا. 

في بعض الأحيان، عندما يحدث الخسوف الأولي في وقت مبكر بما فيه الكفاية في موسم الكسوف، يمكن أن يكون هناك ثلاثة خسوفات في موسم خسوف واحد (خسوفان شمسي وآخر قمري، أو خسوفان قمري وآخر شمسي). 

حدث هذا آخر مرة في يوليو وأغسطس 2020 (قمري / شمسي / قمري)، وسيحدث لاحقًا في يوليو 2029 (شمسية / قمرية / شمسية).


المصدر 

3     2     1

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق