هناك شيء سحري في الطريقة التي تُصفر فيها الصحف مع تقدم العمر. فيبدو الأمر كما لو كانوا كائنات حية، يتم تطورها وتغيير جلدها مثلنا.
لكن في الواقع هذا ليس بعيدًا عن الحقيقة، والأمر كله عبارة عن تفاعلات كيميائية. وفيما يلي تفسير منطقى للظاهرة.
![]() |
لماذا ورق الكتابة يصبح أصفر اللون مع مرور الوقت |
لماذا الكتب والصحف القديمة ذات لون مائل للإصفرار؟
إذا كنت قد عثرت على بعض الكتب والصحف القديمة من قبل، فربما لاحظت اتجاهًا مثيرًا للاهتمام: معظمها أصفر، وتكون دائمًا على هذا النحو.
باختصار، ترجع ظاهرة تغير اللون هذه الأوراق إلى عملية الأكسدة. بمعنى آخر، نفس العملية التي تحول تفاحة مقضومة إلى اللون البني.
ولكسر هذه العملية العلمية، دعونا نعود للأصل وبداية كل شيئ. الورق هو منتج نهائي، يُصنع من الخشب، والخشب يحتوي على مادتين تسمى السليلوز واللجنين.
عندما تتعرض الكروموفورات (الجزيئات المسؤولة عن اللون) الموجودة في اللجنين للهواء وأشعة الشمس، تصبح هذه جزيئات أقل استقرارًا وتمتص قدرًا أكبر من الضوء.
في المقابل، يتغير لون الصحيفة تدريجيًا من الأبيض إلى الأصفر، وهذه احدى الحقائق العلمية التي لم نتعلمها في المدرسة.
لماذا الجرائد بالذات أكثر اصفراراً؟
السبب في أن الصحف أكثر عرضة لهذا الاصفرار أو التغيير اللوني، مقارنةً بأنواع الأوراق الأخرى. هو أن اللجنين الخشبي لا يتم تصفيته عادةً.
يوفر هذا تكاليف الطباعة اليومية الجماعية، لكنه في المقابل يجعل الأوراق أكثر عرضة للأكسدة.
يمكن استخدام عملية كيميائية تسمى تبييض الورق، لإنتاج أوراق مقاومة للإصفرار وتجنب تغير لونها بمرور الوقت.
لحسن الحظ، يمكن إطالة عمر الصحف إذا تم تخزينها بشكل صحيح. وأفضل طريقة للحفاظ عليها هي إبعادها عن أشعة الشمس وتخزينها في صناديق خالية من الأحماض (تجنب الاكسدة) وبعيدة.
يسمح القيام بذلك بتحييد الأحماض الصادرة عن الأوراق بواسطة المحاليل القلوية، مما يساعد الأوراق على الاحتفاظ بلونها الأبيض.
هناك الكثير من الأسئلة التي مرت علينا، ومنها التي لم نبحث لها عن اجابة منطقية منذ طفولتنا، واصفرار الورق واحد منها. لذا ان كنت تمتلك أي تسائلات أخرى، اتركها في التعليقات وسنبحث معك حولها.
المصدر
↚