مختارات

وزن الدجاج بين الماضي والحاضر، وهل دجاجنا اليوم صحي؟

سواء كنت تحبه أم لا، لابد أن يدخل الدجاج الى منزلكم بطريقة ما!. فاللحوم البيضاء هي أحد الأغذية المنصوح بها بشدة في عالم الصحة نظراً لقيمته الغذائية الخالية من الدهون.

لكن ما نريد سرده اليوم ليس الفوائد الصحية فقط، بل الاختلاف الذي طرأ على هذه الدواجن في العقود الأخيرة من حيث الوزن. فتلك الدجاجة التي كانت تزن في عام 1957 حوالي 1كغ. وصلت أوزانها اليوم الى ما يقرب 3,5 و 4 كغ.

فالى ماذا يرجع السبب؟ وهل تمارس هذه الأخير رياضة كمال الأجسام..!! تابعوا معنا

وزن الدجاج بين الماضي والحاضر

بدايات التلاعب بأوزان الدجاج 

وصل حجم الدجاج الذي نأكله اليوم أضعاف حجمه قبل 5 عقود. حيث بلغ متوسط ​​وزن الدجاج المباع  في السوق عام 1955 الى 3.07 أرطال، بينما بلغ الرقم في العقدين الأخيرين من 6 الى 7 أرطال. وفقًا لمجلس الدجاج الوطني، وهو منظمة تجارية غير ربحية مقرها واشنطن العاصمة.

انطلق اتخاذ هذا الاتجاه في مسابقة عام 1948 التي دعت المزارعين الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد إلى تطوير "دجاج الغد" بأهداف محددة، "نمو أكبر وأكثر ولحماً أسرع"

نتيجة لذلك، أصبحت سلالة "أربور أكري"، الهجين من بين الفائزين، وهي الأجداد لمعظم دجاج اللحوم التجارية التي نأكلها اليوم في جميع أنحاء العالم.

وحسب ما جاءت به الأرقام من المجلس الوطني للدجاج تقول أن الوقت المستغرق لنمو دجاج حديث الولادة الى غاية بلوغه السوق. انخفض بمقدار النصف منذ تسعينيات القرن الماضي الى اليوم أي الى 7 أسابيع فقط مقارنتاً بـ 16 أسبوع عام 1925، كل هذا مع نفس النمط من التغذية لكن بناتج لحوم أكبر بكثير.

لماذا يختلف وزن دجاج الأمس واليوم 

في غضون 50 عامًا فقط أو نحو ذلك، تم تربية الدجاج ليكون أكبر بكثير. الصورة أعلاه مأخوذة من دراسة أجراها باحثون في جامعة ألبرتا بكندا، قاموا بتربية ثلاثة سلالات من الدجاج من عصور مختلفة بالطريقة نفسها بالضبط. وقاموا بقياس مقدار ما أكلوا وكيف نما.

سمح لهم ذلك برؤية الاختلافات الجينية بين السلالات دون التأثيرات من عوامل أخرى مثل الطعام أو استخدام المضادات الحيوية. وقد نشروا نتائجهم مؤخرًا في Poultry Science:

  1. فارق الوزن بين دجاج اليوم ودجاج الخمسينيات واضح جدًا. فمثلاً سلالة الدجاج من عام 2005  تبلغ حوالي أربعة أضعاف، في المتوسط  من سلالة أعوام 1957 الموجودة، على الرغم من إطعامها نفس النظام الغذائي.
  2. كفاءة أكبر في تحويل العلف إلى لحوم، والسبب في ذلك راجع أن دجاجنا الحديث أكثر كفاءة في تحويل العلف إلى لحم صدر. كان مقياس الباحثين للأمر يسمونه "معدل تحويل الثدي" للجرامات من العلف إلى جرامات من لحم الثدي. كانت سلالة عام 2005 أكثر كفاءة بثلاث مرات تقريبًا من سلالة الخمسينيات.
  3. كفاءة أكبر لا تعني صحة جيدة، فقد لاحظت الأبحاث السابقة زيادة مشاكل العظام والقلب والجهاز المناعي في بعض سلالات الدجاج المعاصرة. يمكن أن تأتي المشاكل الصحية من عدة عوامل، بما في ذلك الآثار الجينية غير المقصودة والاختلافات السلوكية مثل النظام الغذائي وتحمل كل هذا الوزن الزائد، بالاضافة لقلة الحركة.
  4. طلب أكبر ساعد في جعل الدجاج طعامًا شائعًا، فعلى مدى العقود القليلة الماضية، أصبح الدجاج غذاء أرخص بكثير. وأصبح يمكنه زيارة مختلف المنازل بمختلف طبقاتها.

هل دجاج اليوم صحي؟

شهد النظام الغذائي تحولًا جذريًا نحو الأطعمة المصنعة. مع توفر المزيد من المنتجات المطبوخة مسبقًا والمريحة. أصبح الدجاج اللطيف والرخيص والصحي العنصر المثالي للظهور في هذا النوع من الوجبات. وكان من المنطقي بالنسبة للمصنعين تربية دجاج أكبر لحفلات العشاء التلفزيونية والأطعمة الجاهزة الأخرى. 

هذا التطوير ناجم عن سلالات من الدجاج أكثر فعالية عبر التهجين، بالاضافة للتكلفة الجيدة مقارنتاً بما كانت عليه قبل 6 عقود. يمكن أن يفسر انخفاض السعر بتقصير دورة الإنتاج والحياة وكذا التربية الانتقائية لدجاج مخصص للحوم فقط.

حيث يقضي معظم الدجاج حياته كلها في حبس صغير برفقة آلاف الإخوة الآخرين منذ الولادة وحتى الموت، مع عدم وجود إمكانية للتجول أو حتى الحركة. ويخضع الى نظام غذائي غني بالعلف، مع مضافات أخرى تساهم في رفع وزن الدجاجة الواحدة بشكل ملحوظ.

هل دجاج اليوم صحي؟

فهل اتباع هذه المناهج في التربية صحية بالنسبة الينا؟

للوصول إلى "وزن الذبحيتم تربية الدجاج بأسرع ما يمكن من خلال التغذية المفرطة وعدم ممارسة الرياضة. 

على الرغم من حظر الهرمونات والمنشطات في صناعة الدواجن من قبل إدارة الغذاء والدواء، لكنها تستخدم المزارع المضادات الحيوية بانتظام كعوامل نمو.

الدجاج غني بمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك البروتين والنياسين والسيلينيوم والفوسفور. حيث تحتوي حصة واحدة من 85 جرام من صدور الدجاج على:

  • السعرات الحرارية: 122 سعرة حرارية.
  • البروتين: 24 جرام.
  • الدهون: 3 جرام.
  • الكربوهيدرات: 0 جرام.
  • السيلينيوم: 36٪ من الاحتياج اليومي.
  • النياسين: 51٪ من القيمة اليومية (DV).
  • الفوسفور: 17٪ من الاحتياج اليومي.
  • فيتامين ب 6: 16٪ من القيمة اليومية.
  • فيتامين ب 12: 10٪ من القيمة اليومية.
  • الريبوفلافين: 9٪ من القيمة اليومية.
  • الثيامين: 6٪ من القيمة اليومية.
  • البوتاسيوم: 5٪ من القيمة اليومية.
  • الزنك: 7٪ من القيمة اليومية.
  • النحاس: 4٪ من القيمة اليومية.

البروتين، أحد أهم العناصر الرئيسية لنمو العضلات والبناء والإصلاح لجسم الانسان، في الوقت نفسه، يمثل السيلينيوم معدن نادر ضروري لوظيفة المناعة، وصحة الغدة الدرقية، بالاضافة للخصوبة.

اللحوم البيضاء للدواجن غنية أيضًا بفيتامينات B مثل النياسين وفيتامينات B6 و B12، التي تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطاقة وتخليق الحمض النووي وصحة الدماغ.

وسط كل هذه المواد الكثيفة التي يصدرها الدجاج لأجسامنا، الا أنه ولا بد أن يقترن ببعض السلبيات، نذكر منها:

ليست كل أنواع الدجاج متساوية. على سبيل المثال، الأصناف المقلية والمغطاة بالبقسماط مثل قطع الدجاج ودجاج الفشار، عادة ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون (الكوليستيرول السيئ) الغير صحية والكربوهيدرات والسعرات الحرارية الأكبر.

يتم أيضًا معالجة بعض أنواع الدجاج بشكل مكثف، مثل لحوم الغذاء.

تشير الأبحاث إلى أن تناول هذه اللحوم المصنعة قد يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 وأنواع معينة من السرطان. فقد تحتوي اللحوم المصنعة أيضًا على كميات عالية من الصوديوم والمواد الحافظة.

تأكد الدراسات أن التقليل من نسب الصوديوم المتناولة يساعد في تعديل مستويات ضغط الدم، خاصة عند الأفراد الذين يعانون مشاكل مع الضغط. كما يمكن أن تساهم بعض المواد الحافظة في اللحوم المصنعة. مثل النيتريت، في تكوين المركبات المسببة للسرطان.

عند الحديث عن الأمراض المنقولة بالغذاء، من المحتمل أن ترتبط سلالة من الإشريكية القولونية الموجودة بشكل شائع في منتجات الدجاج بالتجزئة بمجموعة واسعة من العدوى لدى المستهلكين، بما في ذلك التهابات المسالك البولية.

يتم أيضًا تغذية الدجاج بشكل روتيني بالمضادات الحيوية وهو أكبر مستهلك لها على هذا الكوكب، مما يساهم في مقاومة الإنسان للمضادات الحيوية والبكتيريا الخارقة المحتملة التي تجعل المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات عفا عليها الزمن.


ختاماً، حققت شركات الدجاج اليوم كفاءة أعلى في عملية التربية، سواء من حيث الكمية أو الوزن من خلال اقتصاد الحجم وعلوم الدواجن المتطورة، مما أدى لإنتاج دواجن أضعاف وزنها قبل عقود.

في الماضي كان يصنف الدجاج كسلعة فاخرة لأصحاب الريش والنفوذ نظراً لارتفاع اسعاره، وهذا نتيجة العمالة والوقت الأكبر بالاضافة للذبح والمعالجة التي كانت بشكل يدوي. اليوم أصبحت هذه الحيوانات الريشية متاحة لمختلف فئات وطبقات المجتمع.

لذا ان كنت قادماً من الجيم أو العمل ولم تتناول الدجاج منذ فترة، يمكنك اقتناء دجاجة مشوية في طريقك والانقضاض عليها، لكن لا أنصحك بالإكثار اليومي منها فهو ليس بتلك المثالية التي نظنها.


المصدر

4     3     2     1

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق