![]() |
كيفية التعامل مع الطفل المشاغب |
أقوى طبيب نفسي في العالم هو من يتقن كيفية التعامل مع طفلٍ مشاكسْ وكثير الحركة. فحقيقتاً أحد أكثر الأمور مرارة وتعقيدا للأولياء هو جعل طفلٍ شقيٍ ما هادئاً في المنزل.
ففي بعض الأحيان قد لا يتطلب الأمر شهادات علمية أو دراسات نفسية عليا لفعل ذلك. مثلما يتطلب ممارسات وخبرة سلوكية واسعة في التعامل مع الأطفال.
لذا إن تعبت من ترديد عبارة "كيف أتعامل مع هذا الطفل العنيد والمشاغب"!، واصل القراءة معنا وسنقترح عليك مجموعة من الآليات التي من الممكن أن تخرجك من هذه الورطة.
عوامل تحول الطفل لمشاغب
في البدايات ولما يكون الأطفال غير واعون تماماً لما يحدث أمامهم، يكون الأمر رائعاً ويدعوا للإطمئنان.
بعد بعض الأشهر أو السنوات الإضافية، ينطلق كيانٌ جديد للعالم كأننا لم نألفه من قبل. قد تتعدد أسباب حدوث ذلك، ولكن ربما تجتمع في:
- كفاءة في النظام الحركي للطفل.
- قدرة الطفل على التعبير عن نفسه وتصرفاته.
- نمو ملحوظ.
- الاحتكاك بأطفال آخرين.
هذه العوامل قد تزيد من جرعة المشاغبة التي ينشأها الفتى. وتجعل من كيفية تعامل الأولياء مع طفلهم الشقي أمراً مزعجاً وغير مرغوب إطلاقاً.
لكن يمكن أن تكون بعض الخيوط الرفيعة التي نتجاهلها سبباً مباشراً في تراكم هذه العقلية المشاكسة على مستجدات حياة طفلنا ويتخذها ربما كملجأً لتحرير طاقاته الزائدة.
كيفية تعديل سلوك الطفل المشاغب: طرق وممارسة
لذا حاولنا تلخيص لكم أبرز العوامل والحلول الممكنة، للتحكم الجيد في تصرفات طفلك المشاغب. وفيما يلي أبرزها:
1- تجنب العقاب الجسدي
إن استخدام العقاب الجسدي مشكل حقاً. حيث يمكن أن يؤثر هذا النوع من السلوكيات سلبًا على علاقة الطفل مع والديه وقد يتعدى أيضاً الى علاقته مع المجتمع. لذا تذكر دائمًا أنه في حين أن التأديب الجسدي له تأثيرات على السلوك الفوري للطفل، إلا أنه لن يعلمه الصواب من الخطأ.
باختصار، لا ينبغي أن يكون استخدام العقاب الجسدي حلاً لجعل الطفل يجلس ويدرس لأنه قد يؤدي إلى الخوف من الدراسة.
إن العقوبة القاسية يمكن أن تزيد من الغضب المكبوت في ذهانه وقد تؤدي به إلى الصدمة. ومع ذلك رغم أنه قد يكون التعامل مع الأطفال المشاغبين أمرًا مثيرًا للسخط، إلا أن اختيار نهج ودي وإيجابي هو الطريقة الدقيقة للقيام بذلك.
2- حدد عواقب وتوقعات واضحة
من المهم أن تشرح للطفل العلاقة بين الخيارات والعواقب. لكن كيف يمكننا عمل ذلك؟
علينا أولاً أن نجعل الطفل يعرف ما هو متوقع منه، وماذا سيحدث إذا خالف القواعد. على سبيل المثال، يمكننا إخبار الطفل أنه إذا اختار عدم الدراسة، فقد ينتهي به الأمر إلى أن يصبح غير متعلم وسيؤثر ذلك على كل ما يفعله، بما في ذلك وقت اللعب.
بهذه الطريقة يكون على دراية بالعواقب ويساعده هذا على تحمل المسؤولية عن أفعاله.
3- الفظاظة صفة طبيعية عند الأبناء
ربما يبحث بعض الأولياء عن صفات كالفضاضة لأبنائهم الطيبين بشكل مبالغ فيه. وهناك فئة كبيرة منهم قد يحبون تفرد طفلهم بقدر ما من هذا الشر. لكن كل طفل شقي بطريقته الخاصة.
لذا من الضروري أن نفهم أنه في بعض الأحيان يكون هذا السلوك المؤذي صعبًا للغاية ومرهقًا للتعامل معه خاصة عندما نريده أن يدرس.
4- تخلص من الإغراءات
شيء آخر يجب الانتباه إليه هو إزالة الإغراءات بعيداً عن أعين الأطفال. الفضول فضيلة طبيعية لديهم. ومن المهم ألا يكونوا محاطين بالإغراءات أثناء الدراسة كالألعاب والهواتف وغيرها.
فقد تؤدي هذه الإغراءات إلى فقدان التركيز وبالتالي التأثير على دراستهم ومستقبلهم،.
5- كن حازما
من الضروري أن يعرف الطفل حدوده. حيث يجب أن يعلم أن القواعد ليست شيئًا يحتاج إلى الالتزام به فقط في المدرسة أو في الأماكن العامة ولكن في منزله أيضًا.
بالإضافة الى ذلك من المهم ملاحظة أنه إذا كان بإمكان الطفل أن يجعلك تغير رأيك مرة واحدة فقط، فإن "قواعدك" ستصبح شيئًا يمكن تجاهله.
6- التعلم بالطريقة الصعبة
من أفضل الطرق لغرس الالتزام والشعور بالمسؤولية ترك الطفل يخطئ. بمعنى آخر، دع الطفل يتعلم من أخطائه ويتحملها.
بغض النظر عن الخيارات التي يتخذونها، فإن كل خيار سيكون له نوع من النتائج. على الرغم من صعوبة الأمر، لكن من المهم ترك الطفل يفشل أحيانًا حتى يتمكن من التعرف على عواقب أعماله. وسيساعده ذلك على إدراك طبيعته المؤذية واستوعابها.
7- الانضباط هو المفتاح
يجب أن نفهم أن صعوبة كيفيه التعامل مع الطفل المشاكس والعنيد الأكبر من سنتين. تكمن في التحكم في سلوكه المؤذي ومراقبته، فقد يجد الطفل نفسه في حالة من الفوضى. يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة في نمو الطفل على المدى الطويل.
لا يؤثر سلوك الطفل الغير المنضبط على حياته الاجتماعية فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل كبيرعلى نموه الأكاديمي. وسيجد الطفل بدون انضباط صعوبة في التركيز على الدراسات وقد لا يستفيد من معظم المعرفة. لذا إن جعل الأطفال يدركون أهمية الانضباط وأنه هو المفتاح للحد من مشاكساتهم.
8- دع الطفل يكون نفسه
نحن كبالغين نحتاج إلى أن نكون أكثر إيجابية وحذرًا أثناء التعامل مع الأطفال. على الرغم من أن معظم الأطفال مشاغبين ولكنهم جميعًا رقيقون، لذا قم برعايتهم والحذر في التعامل معهم.
الزجاج شيئ رائعا، لكن كسره قد يكون أمراً مرعباً. وطفل مثله تماماً فنحن بحاجة إلى العناية به بأقصى قدر ممكن من الحب، ولكن أي شيء زائد يمكن أن يكون ضارًا أيضًا. لذا فأثناء وضع القواعد وجعل الطفل منضبطًا، يجب ألا ننزع أساس الطفولة وهو البراءة.
يتحمل الآباء والمعلمون والبالغون من حول الأطفال مسؤولية مساعدتهم ليظهروا أفضل ما لديهم. وجعلهم مسؤولين ومنضباطين. هذه بالطبع ليست وظيفة ليوم واحد أو أسبوع واحد. لكن يجب أن تمارس الطرق المذكورة أعلاه على أساس يومي والتي ستصبح في النهاية عبارة عن عادات.
ختاماً، يتطلب التعامل مع طفلك المشاكس العنيد الأكبر من سنتان فناً وحكمة. فهو الصورة المصغرة للعائلة التي سيعكسها في الخارج. لذا فمقدار الرعاية والحرص المقدم وبالطريقة الحكيمة، هي من سيصنع رقماً مهماً في المجتمع مستقبلاً.
أهم ما يجب أن نركز عليه كوالدين هي التوازن، فالعدل بين الحب والحزم، اللعب والدراسة، الشغب والإنصياع. هي معايير غير ثابتة لكن التسيير الجيد لها، يثمر عن لمحة مفهومة للطفل أن الأمر لا يتماشى دوما مثلما يريد هو.
المصدر
↚
↱1