مختارات

اضمن جزءاً مهماً من مستقبل طفلك باتباع تخصصه المبكر!

أهمية التخصص المبكر للأطفال
أهمية التخصص المبكر للأطفال

كثيراً ما يحتار الآباء في تسيير وقت أبنائهم، خاصة عندما يظهرون تمكناً لنشاط معين في سن مبكرة.

فهل يجب عليهم اتباع نهج "المتخصص" وتشجيع أطفالهم على التخصص في هذا النشاط، وتوفير له وقت أكبر. أم ينبغي عليهم اتباع النهج "العام" وتعريضهم للعديد من الأشياء المتنوعة لمساعدتهم على أن يصبحوا على دراية واسعة؟

لذا ما رأيكم أنتم؟ هل التخصص المبكر واتخاذ نسق احتراف مجال ما يبرع فيه الطفل ناجع أم جعلهم يتعلمون مختلف الأنشطة كالسباحة والبيانو وكرة القدم والشطرنج وحتى الرياضيات أفضل.

التخصص المبكر: نهج الأولياء الرئيسي للتميز

يعد تعرض الطفل المبكر لمجموعة من الأنشطة أمرًا جيدًا. وإلا كيف سنعرف نحن كأولياء أين تكمن نقاط قوته و اهتماماته؟. حيث تظهر فعالية هذه الطريقة في لمح  العامل الذي يمكننا من خلاله تحديد نوع ميولات الطفل، وتشكيل أولى شرارات اكتشاف تخصصه.

لكن، لا يعني التخصص أن يتخلى أطفالنا عن القيام بأشياء أخرى، على حساب مثلاً المتعة أو حتى لتطوير مهارات إضافية. بل يعني فقط أنهم اختاروا النشاط المناسب حيث يلتزمون ببذل الجهد المطلوب ليصبحوا جيدين قدر الإمكان فيه.

وحتى نشرح سبب فعالية التخصص فالأمر جد بسيط. حيث لا يمكننا أن نتعلم أي مهارة دون أن نقايضها بالوقت اللازم لذلك، فتجد الطفل يغازلها بكل وقته، ربما لأنه أحبها أو يريد اكتشافها أكثر.

تأتي "قاعدة 10000 ساعة" الشهيرة للمؤلف مالكولم جلادويل، لتأكد هذه العملية. حيث يشرح كتابه بنفس الاسم، كم سنستغرق وقتًا طويلاً من العمل الشاق لتحقيق إتقان احدى المهارات والمواد المعقدة. ككرة القدم أو الشطرنج، وهذا ما يفعله الطفل تماماً.

لذلك، كأولياء علينا أن نولي الأهمية القصوى لتعلم المهارات الأساسية للطفل في سن مبكرة. وكلما أسرعوا في ذلك اختُصر وقت اكتشاف تخصصهم. وهذا ما سيصنع مزيداً من الوقت  للطفل على التطور والتقدم في المهارة المبكرة التي اكتشفها بنفسه، قبل أقرانه.

مستقبل الطفل الناجح يكمن في تخصصه بسن مبكرة

1- بدأ أندريه أغاسي لعب التنس في سن الرابعة تقريبًا. فاز لاعب التنس المتقاعد الآن بثمانية ألقاب في جراند سلام. بالإضافة إلى "البطولات الأربع الكبرى" لفوزه في كل من بطولات التنس الأربع الكبرى مرة واحدة على الأقل.

2- كريستيانو وميسي وباقي المحترفين بدأو ترويض الكرة منذ نعومة أضافرهم هم أيضاً، ولو واصلنا سرد الأمثلة حول من احترفوا اختصاصاتهم بشكل ملفت سنجدهم يتشاركون جميعهم في هذه الميزة.

ومع تقدم طفلنا في السن سنلاحظ مواكبته لمن يسبقونه اختصاصه والاحتكاك بهم، فنجد مثلاً فتى كميسي يعمل بجد ويتدرب بشكل مستمر بسن أصغر حوالي 15 سنة، مواكباً رونالدينهو في أوج عطائه. بالإضافة  الى لاعبين آخرين أكبر منه بعقد من الزمن. مما أدى اللعب في هذا المستوى بشكل مبكر إلى تحسين مهاراته، حتى أصبح في النهاية أفضل لاعب في العالم.

3- مثال آخر على ذلك هو الرئيس التنفيذي لشركة Tesla و SpaceX آيلون ماسك. ففي سن العاشرة، طور اهتمامًا بالحوسبة وتعلم البرمجة من خلال دليل وجهاز كمبيوتر Commodore VIC-20. 

وعندما كان في الثانية عشرة من عمره، صمم Musk لعبة كمبيوتر على شكل فضاء تسمى "Blastar" (والتي أكسبته 500 دولار بعد أن نشرت نشرة تجارية جنوب أفريقية شفرة المصدر الخاصة بها).

4- العجوز وارن بافيت هو الآخر مثال حي على ذلك، والذي أصبح مهتمًا بالأعمال التجارية والمال خلال طفولته، واشترى سهمه الأول عندما كان في الحادية عشرة من عمره. واليوم تبلغ قيمة الرئيس التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway أكثر من 95 مليار دولار، ويُعرف بأنه أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق.

لماذا التخصص؟ ولما هو مفتاح القبول الأول لأرباب العمل النخبة

لا يقتصر التخصص على أبطال الرياضة المستقبليين ورجال الأعمال والمليارديرات فقط. ومن الضروري بشكل متزايد إذا كنا نريد لأطفالنا أن يكبروا ويحصلوا على وظائف جيدة يستمتعون بها أن نتماشى معهم في تخبطاتهم الأولى حتى يتخصصوا.

فمثلاً اليوم، العديد من شركات النخبة تبتعد عن توظيف أفراد ذوي خبرة جيدة ويظهرون كفاءة معتدلة في العديد من الأشياء المختلفة. بدلاً من ذلك، فهم يبحثون عن مرشحين يظهرون قدرة متميزة في مجال أو مجالين.

فلو سألناك أنت شخصياً الآن: 

ماذا تفضل فريق ذو خبرة جيدة أم فريق من أشخاص متميزين ومبدعين في مجالاتهم؟

الجواب طبعاً واضح، وهناك تجارب قوية لتوظيف المزيد من الاختصاصيين (يمكن للأشخاص الذين لديهم مجموعة متنوعة من الخبرات والتجارب ربط النقاط حيث لا يرى الآخرون رابطًا)، فقد وجد بعض الخبراء أن هناك تكاليف للتعميم.

لذا وكما يقول الاقتباس:

تعلم شيئاً واحداً من كل شيئ، وتعلم كل شيئ عن شيئ واحد.

وحتى نعطي لكل ذي حق حقه، بشكل أساسي الأشخاص المتخصصين يفهمون الأمور بعمق أكبر، ويمكنهم تحديد الفرص الناشئة واغتنامها بشكل أفضل.

يعتمد العمر الذي تتخصص فيه على النشاط الذي تختاره

يكون التخصص المبكر ناجعاً لأطفالنا في المجالات التي تعتمد على النتائج بشكل أساسي، أي على مهارات محددة يتم شحذها من خلال التكرار. مثل التنس وترميز الكمبيوتر والجمباز والعديد من المجالات الأخرى التي تتطلب منك بناء عضلات وتقنيات وخبرات معينة.

لكن، يأخذ التخصص شكلاً مختلفًا للمجالات التي تكون فيها المهارات قابلة للنقل أو تتطلب أساسًا أساسيًا. كأن تصبح مهندسًا معماريًا أو فيزيائيًا أو جراحًا أو محامٍ أو استشاريًا استثنائيًا.

إن أردت أن تتأكد أيضاً من قيمة التخصص المقترن بالمتابعة والحب، فستراه عند الطفل الصغير ثم البالغ الذي يعرف جيداً ماذا يفعل ولا يدخل في متاهات العمومية المرهقة. ولتلاحظ جيداً فوائج التخصص اتجه مباشرة الى الجامعة واسئل المتفوقين في الرياضيات كيف كانت علاماتهم في مراحلهم الأولى.


ختاماً، إذا كنت تريد أن يكبر أطفالك ويصبحوا مبدعين في مجال ما، فأنت بحاجة أولاً الى توفير الدواعي النفسية المشجعة والمحيط  الذي يمكنهم من إظهار قدراتهم الطبيعية. 

بعدها اتجه صوب أفضل السبل والأنشطة التي ستساعد طفلك على بناء مهاراته الأساسية واتركه يأخذ كامل وقته، ولا تتسرع في نقطة اختصاصه.

اقطف تلك الإشارات التي تظهر ميولاته، وحاول اضافة أوقات إضافية تدريجية اليها، كي يدخل في التخصص بشكل سلس.

يمكنك المساعدة في التطوير من تخصص ابنك، وتشجيعه نفسياً ومادياً على ذلك، واسعى للتطلع دوما لتطور.

المراهقة قد تكون مخالفة لما خططت لها، لكن لا تقلق جدور الشجرة عميقة، ولن تتأثر مدى الحياة، فترة وترجع الأنفاس الى روحها.


المصدر 

↚ 

مقال مقتبس من موقع CNBC  للدكتور ميهتا هو أيضًا زميل أبحاث أول في مركز المستقبل الرقمي، وعضو مجلس إدارة في لجنة الأطفال. وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتعزيز رفاهية الأطفال من خلال التعلم والتنمية الاجتماعية والعاطفية. لمتابعته عبر تويترmehtakumar.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق