![]() |
لماذا لا تضاف مظلات النجاة الى طائرات الركاب ؟ |
لتنفيذ مناورة عسكرية عن طريق الإنزال الجوي للجنود، ستتطلب العملية تزويدهم بمظلات نزول جوي، تتيح لهم الهبوط السلس والآمن لضمان إتمام باقي العملية بنجاح.
بالإضافة للعمليات العسكرية، تحتوي الطائرات المقاتلة والطائرات الشبحية على مظلات متوفرة على متنها يمكن للركاب استخدامها في حالات الطوارئ القصوى. أين يكون القفز من الطائرة هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة.
لكن، لم نسمع يوماً عن طائرات تجارية مرفوقة بمظلات نجاة، فإذا اهتزت الطائرة قليلاً تجد ركابها إما متشبثين بمساند مقاعدهم، أو ملتصقين بمن يجاورهم، أو مغلقين أعينهم مع دعوات السلامة وهم يتصببون عرقاً.
لهذا يجب أن نتسائل والآن!!، لماذا يتخلى مصنعوا الطائرات التجارية عن خيار إرفاق مركبات الرحلات الجوية بمظلات نجاة، وهل السبب مقنع حقاً؟ تابعوا معنا.
أهم أسباب عدم إضافة مظلات النجاة في طائرات الركاب؟
بالنظر إلى حقيقة أن الطائرات التجارية وطائرات الركاب، تنقل عددًا أكبر من المسافرين والبضائع يوميًا في جميع أنحاء العالم. ألن يكون من المنطقي وجود مظلات لجميع الركاب على متن هذه الطائرات أيضًا؟
بالمختصر يتغاضى مصنعوا الطائرات التجارية، عن تزويد مركباتهم بهذه المعدات لعدة أسباب، أهمها:
- غياب الخبرة والتدريب المظلي للركاب.
- قفزات جوية غير مبرمجة.
- درجات الحرارة الباردة على هذا الارتفاع.
- تصميم الطائرات التجارية الغير ملائم.
- ارتفاع التكلفة.
تساهم هذه الأسباب في تعقيد دمج مظلات بمقاعد الطائرات التجارية كوضع أمان، وتجعله أمرًا غير ممكناً. فما الفائدة من توفير سكين، لطفل صغير قد يؤذي به نفسه.
1- ركاب الخطوط الجوية ليس لديهم تدريبات مظلية
إذا كنت قد شاهدت عددًا كافيًا من أفلام الحركة، فقد تعتقد أن القفز بالمظلات لا يتطلب أي ممارسة، فحتى جهاز اطلاق المظلة يركبونه دون أي مساعدة. لكن ما مدى صعوبة الأمر. بما أن كل ما عليك فعله هو ربطه وسحب القابس والقفز؟
حسناً سأجيبك، لكن عليك أن تكمل القراءة للنهاية حتى تستوعب السبب بشكل كامل، فالقفز المظلي ليس بهذه البساطة. والأفلام مجرد خداع بصري، تدخل في تحقيقه تقنيات مساعدة كالشاشات الخضراء وبعض برامج المحاكات.
يعد القفز الشاقولي من أصعب أنواع القفز، فبالاضافة الى ارتفاع علو الطائرة الذي قد يصل الى 3 و4 كم فوق سطح الأرض. تفاقم الحالة الهيستيرية التي يدخل فيها الركاب أثناء الأعطال من المشكلة أيضاً، فكيف لأشخاص غير مدربين التحكم في هذه العوامل.
يجب أن يدرك الانسان العاقل أن خبرة القفز أهم من جرأة القفز في حد ذاتها. فالتمرس على تلك الحركات التي تسبق العملية يساهم بشكل كبير في قدرة العقل على ترسيخها وتطبيقها.
لكن هذا طبعاً لن يحدث في ظل مجموعة من ظروف القفز الغير مناسبة، والتي سنتعرف على المزيد منها في قادم الأسطر.
2- القفزات الغير مبرمجة
في الغالب تكون القفزات الجوية للمظليين مبرمجة، أي يتم فيها التحكم في مختلف العوامل من:
- ارتفاع.
- ظروف طبيعية.
- استعداد نفسي.
- اتساع وقت اتخاذ القرار.
- سرعة الطائرة.
- بالاضافة لخبراء مرافقين.
هذه الحالة من التأهب، تجعل من القفز أمراً طبيعي، ويساعد المظليين على التركيز في إنجاز المهمة على أكمل أوجهها. عكس تماماً ما يحدث في طائرات الركاب.
فطائرات الركاب في حالات الخطر مثلاً، يصعب التحكم في مطباتها كالتوازن، والرعب وسط الركاب والعديد من العوامل الأخرى التي تخلق حالة من التخبط.
قرار القفز لن يكون متاحاً بصفة طبيعية، بل سيكون لحظي وعشوائي. قد ينتهي بتناسي احدى لمسات القفز الأساسية. لذا يلعب الوقت المتاح في الرحلات المبرمجة، على توفير راحة نفسية أكبر للمظلي،مع اتخاذ قراره بشكل حكيم.
سرعة الطائرة ومبدأ تحليقها أهم عامل يسقط فرضية توفير طائرات التجارية بالمظلات الجوية، فالسرعة الكبيرة التي تتحرك بها طائرات المسافرين، يستحيل القفز أثنائها.
في وجود الخبراء وان كنت مبتدآً، سيساعدك حضورهم حصة القفز معك على تمالك نفسك والاقتداء بتعليماتهم حتى وأنت محلق في السماء.
3- درجات الحرارة الباردة على هذا الارتفاع
في الارتفاعات الشاهقة تدحض كل من درجة الحرارة المنخفضة وانعدام الأكسجين، فرضية تزويد طائرات المسافرين بالمضلات أيضاً.
حيث تؤثر مستويات الأكسجين المنخفضة التي تزداد انخفاضاً كلما ارتفعنا، على أداء أجهزتنا التنفسية وتؤثر عليها بشكل فادح. خاصة تلك التيارات الهوائية الحادة التي تصطدم بنا.
أما درجات الحرارة المنخفضة جداً، فلا شك أنها تحد من آليات التحكم بالجسم، وتُصلب مختلف أعضائه، وهذا النوع من التأثير مألوف على سطح الأرض أيضاً.
4- تصميم الطائرات التجارية الغير ملائم
عادةً ما تكون الطائرات التي تستضيف قفزًا مظليًا فرديًا بشكل منتظم صغيرة، لذلك يتم التخلص من المظليين بعد فترات قصيرة.
من ناحية أخرى، تمتلك الطائرات العسكرية الكبيرة منحدرًا لطيفًا في الخلف حيث يمكن للمظليين القفز والابتعاد عن جسم الطائرة.
ومع ذلك، فإن الطائرات التجارية ليس لها جسم صغير ولا منحدر. وقد ينطوي القفز من طائرة تقليدية على خطر جسيم يتمثل في الاصطدام بجسم الطائرة (جناحيها أو ذيلها)، والإصابة بإصابات خطيرة، إن لم تكن مميتة.
5- ارتفاع التكلفة
لو تعصبنا قليلاً، وتصورنا بأنه يمكن اضافة مظلات الإنقاذ الى الطائرات التجارية، فما الذي سيتغير؟
السعر طبعاً. فلن تكون مختلف أسعار الرحلات التي نشهدها اليوم، بنفس التكاليف الحالية. حيث سيصل تزويد تلك المعدات الاضافية جيوب المسافين. وسيتطلب الأمر حصص تدريبية مسبقة.
في الواقع، الأمر في الأصل لا يتعلق بالتسعير بشكل مباشر. بل بسبب ارتفاع وزن الطائرة وحجمها. وهذا راجع الى مواد التصنيع المضافة اليها، مما سينتهي بنا الأمر باللجوء لمحركات وطاقة أكبر.
ختاماً، لا يبدو تخلي مصنعوا الطائرات التجارية عن تزويد مركباتهم بمظلات النجاة عبثياً كما كنا نعتقد، فإضافة أجزاء تشكل خطراً إضافياً على المسافرين لا يعتبر حلاً لمشكلة.
لذا إن أصاب طائرتك التجارية أي خطر مفاجأ، التزم بنصائح المضيفين والطيارين، ولا تكن ممن يضاعفون تفاقم المشكلة وسط الركاب.
المصدر
↚