مختارات

تفسيرات الوحم عند المرأة الحامل (صراعات غذائية لا تكبح)

الرغبة الشديدة في الأكل عند المرأة الحامل
تفسير الوحم عند المرأة الحامل

فترة الحمل هي أحد أسعد المراحل التي تمر بها الزوجات بالأخص الحديثة منهن، أين تقبلن على تحقيق حلم لا طالما انتظرنه وتنتظره أي أم على سطح الكوكب. وهو إنجاب قطعة صغيرة من روحها تكبر شيئاً فشيئ أمام أعينها.

لكن هذه السعادة ستختلط بالعديد من المتغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على كيان المرأة. احداها سنتطرق اليه في مقالنا لنهار اليوم عن: قضية تفسير الوحم عند المرأة الحامل التي لا طالما سمعنا عنها شائعات متفرقة هنا وهناك. 

لذا لابد أن تكون فد تسائلت أي امرأة أو فتاة عن ما يفسره العلم حول ظاهرة الوحم عند المرأة الحامل؟، وما هي أبرز الأطعمة التي تشتهيها النساء في تلك الفترة؟

ما تفسير الوحم عند المرأة الحامل؟

في البداية علينا أن نأكد أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام هو أمر حقيقي وطبيعي يظهر عند فئة كبيرة من النساء إبان مراحل حملهن!.

تميل هذه الرغبة الشديدة في الظهور بنهاية الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. أين أوجدت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 76٪ من النساء يعانين من هذه الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة أي الوحم بحلول الأسبوع الثالث عشر من الحمل. 

يبلغ هوس الطعام هذا  ذروته من حيث التكرار والشدة خلال الثلث الثاني من الحمل، وينخفض بشكل ملحوظ نحو الولادة وبعدها.

يمكن أن يحدث الوحم أثناء الحمل في أي وقت، مع تغيرات في هذه الرغبة خلال فترات الحمل المختلفة من البداية وحتى الولادة.

ما نوع الأطعمة التي تشتهيها النساء أثناء الحمل ومتى؟

بناءً على البحث العلمي. احتل الآيس كريم الصدارة، بينما لم يتم أبداً التخلي عن المخللات!.

تتوق بعض النساء الحوامل للخضار والفواكه، ولكن في أغلب الأحيان تتقن إلى الأطعمة المحولة السكرية والمالحة.

يبدو أن أنواع الطعام التي يتم تناولها خلال فترة الحمل تتبع نمطًا:

  • الفصل الأول: الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المالحة.
  • الفصل الثاني: الرغبة الشديدة في تناول الطعام الحلو.
  • الفصل الثالث: الرغبة الشديدة في تناول الطعام المالح.

ما سبب الرغبة الشديدة في اشتهاء بعض الأطعمة أثناء الحمل؟

وحم الأكل عن الحامل

الرغبة الشديدة في الطعام أمر معقد، وتختلف التفاسير حوله دون أي إثبات مطلق، خاصة عند التفكير في الأنماط الفريدة للرغبة الشديدة في تناول الطعام خلال مراحل معينة، فلماذا يحدث ذلك؟ 

يقترح العلم 4 تفسيرات محتملة للحالة، نذكرها لكم أدناه:

التفسير المحتمل رقم 1: التغيرات الهرمونية تسبب الرغبة الشديدة

في السابق كانت الفرضيات تقول أن التغيير البسيط في هرمون الاستروجين والبروجسترون، وهما هرمونان متورطان في الحمل، يسببان الرغبة الشديدة في الأكل. لكن يبدو أن هذا ليس هو الحال بالضبط. 

فبدلاً من ذلك، من الممكن أن يتسبب التغيير الهرموني الذي تعاني منه النساء الحوامل بشكل غير مباشر في ذلك وهذا بإحداث تغيرات في الإدراك الحسي، الذي يمثل سببًا للرغبة الشديدة.

أفادت إحدى الدراسات أن 26٪ من النساء لاحظن تغيرات في الذوق، بينما وجدت أكثر من 65٪ تغيرات في حساسية الرائحة. 

بعبارة أخرى، تتعرف المرأة الحامل على طعم ورائحة وملمس الطعام وما إلى ذلك بشكل أكثر حساسية في تلك الفترة. وهذا ما يمكن أن يساعد في حماية أنفسهن وأجنتهن، عن طريق تثبيط الأم عن تناول الأطعمة التي يحتمل أن تكون سامة أو ضارة أثناء الحمل.

التفسير المحتمل رقم 2: تحدث الرغبة الشديدة استجابة لنقص التغذية

أثناء الحمل، يمكن لحاجيات نمو الجنين مضاعفة الطلبات الغذائية نحو مغذيات معينة. وهذا أمرٌ جيد نظراً الى أن التغذية السليمة أمرٌ بالغ الأهمية لضمان النمو الصحي للجنين. 

تشير فكرة نقص التغذية إلى أن النساء يشتهين الأطعمة الغنية بالمغذيات الدقيقة التي يفتقر إليها نظامهن الغذائي: كحمض الفوليك والزنك وفيتامين A والحديد ...

ولكن هذا يعني أن جميع النساء الحوامل سوف يشتهين الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة والبقوليات والعدس التي تعد مصادر غنية جدًا بهذه العناصر الغذائية. بالإضافة الى ذلك، مع نمو الجنين، فمن المنطقي أن تزداد هذه الاحتياجات الغذائية أكثر، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة الشديدة في تناول الغذاء.

لكن، في الواقع هذا ليس ما تعانيه أغلبية النساء الحوامل!

وجدت معظم الدراسات أن الحلويات والأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة السريعة هي أكثر فئات الطعام المطلوب أثناء الحمل. على الرغم من أن بعض النساء يتقن إلى الفواكه والخضروات والبروتينات المفيدة التي يحتمل أن تكون ذات نفع لها ولجنينها، إلا أنهن يملن إلى أن يحتلن مرتبة أقل بكثير في قائمة الرغبة الشديدة.

وهذا يبدد الأسطورة الشائعة التي تقول "إنك تتوقين إلى الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك". حيث لا تدعم الأدلة الحالية وجود صلة بين نقص التغذية والوحم الشديد أثناء الحمل. 

ففي الأساس لا تشتهي المرأة الحامل الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمها وطفلها.

التفسير المحتمل رقم 3: جزيئات معينة في الأطعمة تؤدي إلى الرغبة الشديدة

من الأمثلة الكلاسيكية على الرغبة الشديدة للمرأة الحامل والتي قد يكون سببها جزيئات معينة في الطعام. كالرغبة في تناول الشوكولاتة في فترة الحيض عند المرأة. 

يعتقد أن مجموعة من المركبات مثل "ميثيل زانتين" والتي تحتوي على مادة الكافيين، أدت إلى زيادة الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة للمساعدة في تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية الغير سارة.

هذا يبدو معقولا بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

لكن، اعتبر بعض الباحثين أن كمية الكافيين (والمكونات النشطة الأخرى) في الحصة النموذجية من الشوكولاتة متشككين في أنها ستكون كافية لتوفير تأثير ملحوظ. لذلك قاموا باختبارها، وكانت النتيجة تشير إلى الدور المهم لحاسة لحاسة التذوق في إرضاء الرغبة الشديدة، على عكس المركبات الكيميائية النشطة!.

لذا، إن السماح للحوامل بالاستمتاع الكامل بالطعام الذي تتوق إليه أمر مهم للغاية في إرضاء رغباتها الشديدة.

التفسير المحتمل 4: التأثيرات الثقافية والعوامل النفسية

تنص هذه الفكرة بأن الثقافة تؤثر على حالة الوحم اتجاه الغذاء، والبيانات تدعم ذلك. على سبيل المثال، "الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة على نطاق واسع".

تعتبر الشوكولاتة من أكثر الأطعمة طلبًا في العديد من الدول، بينما في دول أخرى لا يكاد أحد يشتهيها. مثلاً في اليابان، أكثر الأطعمة التي تشتهيها النساء هي الأرز!، وهذه إشارة إلى تأثير تقاليد الطهي على الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ومدى تنوعها.

تؤكد البيانات أيضاً من بعض الدول حول العالم، أن النساء يعانين من أنماط متشابهة من النفور والرغبة الشديدة خلال فترة الحمل. لذلك على الرغم من أن النساء يعانين من أعراض وسلوكيات متشابهة من الناحية البيولوجية، إلا أن الثقافة تلعب دورًا كبيرًا في الأطعمة المحددة التي تشتهينها!.

هل هذه الصراعات الغذائية ضارة بالحمل؟

في الواقع، لا يجب أن تأكل المرأة المتوحمة كل ما تشتهيه عندما تشتهيه. ففي الغالب، يجب أن تتأكد من تقدير اللحظة، مهما كان الطعام الذي تتوق إليه!.

الجانب السلبي هو أن الرغبة الشديدة في الأكل يمكن أن ترتبط بزيادة الوزن أثناء الحمل، مما يمثل مخاطر صحية إضافية لكل من الأم والطفل. فرغم أن إدارة الوزن خلال تلك الفترة أمر معقد، وزيادته متوقعة وصحية أثناء الحمل كذلك. لكن كسب الكثير (أو القليل جدًا) يمكن أن يقترن مع بعض المخاطر.

لذا، تجاهلك لبعض رغباتك الشديدة بعد إقناعها قليلاً لن يجعلك تختفين!.

هل يجب أن أنغمس في رغباتي الشديدة؟

من الجيد أن لا نطلق على الأمر بالـ "الانغماس" بل بالـ "احترام" لرغبات الوحم الشديدة. فالأمر كله يتعلق بالتكرار والكمية. حيث أنه لا يوجد طعام أو وجبة واحدة ستكبح هذه الرغبة أو تكسرها. بما أن الأمر كله يتعلق بالنمط العام لتناول طعامك.

ما تفسير بعض الأوحام الغريبة؟

يصادف بعض العائلات حالات وحم غريبة، تجعل من الأزواج يشككون في ما تقترفه زوجاتهم، لكن كل الأبحاث تؤكد أن كل ما يحدث شيئ طبيعي وتم تفسيره علمياً ولو بصفة غير مثبة بالكامل.

لذا مهما كان نوع الوحم الذي تتعرض اليه المرأة في فترات حملها، يجب أن نحاول احتوائها وعدم تضخيم من طلباتها، لكن في حال أي شيئ غريب أو خارج عن المألوف، طبيب التغذية هو أحسن وأفضل خيار تتخذه.

ختاماً، وبما أنك حامل نقترح أن تتوقفي للتفكير للحظة في هذه النقاط: 

  • هل الرغبة الشديدة لديك تكمن في تناول وجبات متوازنة؟.
  • هل يقودك الوحم إلى الأكل أكثر مما أنت جائعة؟.
  • هل رغبتك غالب الأحيان تميل الى الأطعمة المصنعة بشكل كبير؟.

هذه التسؤلات الـ 3 يمكن أن تساعدك كثيراً في تحديد ما يحدث معك. لكن إذا كنت تشعرين كامرأة حامل بوحم شديد في كثير من الأحيان، أو أن بقية عاداتك الغذائية ليست كما تريدين، يمكن أن يساعدك اختصاصي التغذية في تعديل احتياجاتك (نحن ننبه كثيراً على ذلك).

ارشاد اختصاصي التغذية إن كان الأمر غير قابل للكبح مهم، وسيساعدك كثيراً على الحفاظ على نمط صحي لك ولبذرتك الصغيرة القادمة.


المصدر

2     1

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق