مختارات

سائقون يعشقون السرعة، لماذا يا ترى؟

لماذا يعشق بعض الأشخاص السرعة
لماا نعشق السرعة

كثيرة هي المرات التي يصطاد فيها VAR الشرطة، تسللات صارخة للعديد من مؤشرات السائقين الحرجة على عدادتهم. 

فتجدهم يبررون أفعالهم هذه بمختلف الحيل ليتنصلو منهم، ويتهربو من القوانين. لكن إن كان الأمر كذلك فلماذا يعشق هذا النوع من الأشخاص السرعة؟ وما سبب ضغطهم المتواصل على مكابس السرعة لسياراتهم؟

لماذا يعشق الأشخاص السرعة بشكل مبالغ؟

اليوم أم غداً، سيتجاوز معظم السائقين الحد الأقصى للسرعة في وقت أو آخر. ولكن ما مدى شيوع زيادة السرعة هذا. تشير الدراسات إلى أن السرعة تمثل مشكلة لعدد كبير من السائقين، خاصة على الطرق ذات السرعة المنخفضة.

حيث تقول الإحصاءات الصادرة عن وزارة النقل الأمريكية مثلاً، إلى أنه في عام 2018 تجاوز 87٪ من السائقين الحد الأقصى للسرعة على الطرق وهو 20 ميلاً في الساعة، مع ما يقرب من الربع (22٪) تجاوز الحد الأقصى للسرعة بأكثر من 10 ميل في الساعة.

عندما يزيد حد السرعة إلى 30 ميلاً في الساعة، يميل السائقون إلى أن يكونوا أكثر طاعة، ومع ذلك فإن أكثر من نصف (52٪) سائقي السيارات ما زالوا يقودون بسرعة كبيرة.

أما في الطرق السريعة فيكون الوضع أفضل قليلاً فقط، مع ما يقرب من نصف (46٪) السائقين يقودون فوق الحد الأقصى للسرعة.

أنواع السائقين السريعين المختلفة

منذ أكثر من عقد من الزمان تم تحديد ثلاث أنواع من السائقين:

  1. السائقين  المتوافقين.
  2. السائقين المسرعين المعتدلين.
  3. السائقين المفرطين في السرعة.

وفقًا للدراسات، فإن:

  •  حوالي نصف السائقين هم سائقون متوافقون أو مطيعون، ويلتزمون عادةً بحدود السرعة.
  • يشكل سائقو السرعات المعتدلة، ممن يتجاوزون أحيانًا حدود السرعة، ثلث السائقين.
  • في حين يُصنف حوالي 14٪ على أنهم سرعات زائدة، أولئك الذين يتخطون السرعة المحددة بانتظام. 
لا يأبه النوع الأخير بنمط السرعة أو حدودها، ويتخطون القوانين المشيرة البها بمجالات عريضة.

ما الذي يجعلنا نسرع؟

تقول الدكتورة ليزا دورن، الأستاذة المساعدة في سلوك السائق في جامعة كرانفيلد، إن هناك العديد من الأسباب التي تجعل السائقين يكسرون الحد الأقصى للسرعة.

فبعضهم قد تبنوا ببساطة أسلوب القيادة المتمثل في كسر حدود السرعة بشكل اعتيادي والقيادة بسرعة عالية، كأنه نمط طبيعي آالي تقريبًا.

تدعم سمات الشخصية الكثير من سلوكيات السرعة أيضًا، حيث يمتلك السائقون السريعون ميولًا بحتًا للإثارة أو عدوانية، فضلاً عن أنماط الحياة الفوضوية. 

قد يكون المسرعون أيضًا عرضة بشكل خاص لضغوط الوقت، أين يشعرون بالحاجة إلى السرعة لتعويض التخطيط السيئ لوقتهم. ومع ذلك، من غير المرجح أن توفر السرعة على السائقين الكثير من الوقت.

كما أشارت دورن إلى أن بعض السائقين يتأثرون بمستخدمي الطريق الآخرين. إذا تجاوز الآخرون الحد الأقصى للسرعة، فقد يشعرون أنهم بحاجة أيضًا إلى القيام بذلك هم أيضاً.

تساهم العوامل التحفيزية أيضًا في سلوكيات السرعة. حيث يسرع بعض السائقون لأنهم يعتقدون أن الوصول إلى وجهتهم في أسرع وقت ممكن أكثر أهمية من البقاء ضمن حدود السرعة. على سبيل المثال، قد يكونون قلقين بشأن تفويت موعد.

تلعب أيضاً الضغوط الاجتماعية دورًا في زيادة السرعة أيضًا، حيث يمكن أن يكون لديك راكب في السيارة يحثك على القيادة بشكل أسرع.

أسباب مختلفة لشغف السائقين بالسرعة

1. إنهم في عجلة من أمرهم

قد يكون لديهم حالة طبية طارئة ويحتاجون إلى التوجه إلى المستشفى، أو يتأخرون عن الاجتماع والاندفاع إلى المكتب. 

وربما يحتاجون فقط للوصول إلى الحمام. فقد يرغب بعض السائقين في الانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) بأسرع ما يمكن، بغض النظر عن أي حدود للسرعة يجب عليهم اتباعها.

2. حب التشويق

تتجلى الإثارة والتشويق في السرعة القصوى بين السائقين الشباب الذين يحبون القيادة بشكل أسرع مما ينبغي. 

قد يكونون يبنون صورة لأنفسهم كونهم متهورين خلف عجلة القيادة، أو يتوقون إلى القبول بين أقرانهم الذين يقودون فوق الحد الأقصى للسرعة. 

في النهاية، قد يريدون أن يشعروا بانتمائهم في هوية مجموعة ما، وقد تنطوي هذه الهوية على السرعة.

3. هم على دراية بالطريق

مثل أي روتين، فإن القيادة في نفس الطريق من وإلى العمل أو المدرسة كل يوم يمكن أن يمنح المرء إحساسًا بالراحة أو الألفة. 

يسمح هذا الشعور للسائقين بالثقة في أنفسهم وبغرائزهم عند القيادة بدلاً من توخي الحذر بشأن السرعة التي يقودون بها. 

قد يكونون على دراية تقاطعات محددة ولا يتوقعون أن تمر أي سيارات أخرى هناك في وقت معين، مما يجعلهم يقودون بشكل أسرع من الشوارع التي لم يعتادوا عليها. وهذا هو سبب وقوع العديد من حوادث السيارات بالقرب من منزل السائق.

4. يشعرون بالغضب على الطريق

الغضب على الطريق هو المصطلح المستخدم للإشارة إلى غضب أو عدوانية سائقي السيارات على الطريق.

تقول الإدارة الوطنية للسلامة على الطرقات السريعة (NHTSA)، أن حوادث الغضب على الطرق قد ازدادت على مر السنين، حيث قفزت من ما يقرب لـ 500 ٪ بين عامي 2006 و 2015. بـ 80 حادث مميت في 2006 الى 467 حادث في 2005. 

يمكن لسائقي السيارات مهاجمة سيارات أخرى باستخدام سياراتهم للتعبير عن إحباطهم. في بعض الأحيان، مما يؤدي هذا إلى مطاردات سيارات عالية السرعة. وفي أوقات أخرى، يتسببون عمدًا في تصادم السيارات.

5. هم واثقون جدا

في حين أن سائقي السيارات الأصغر سنا قد يسرعون في الظهور بمظهر رائع أمام أصدقائهم، قد يكون لدى سائقي السيارات الأكبر سنا ثقة كبيرة في قدراتهم على القيادة. 

يمكن لأي شخص أن يشعر بثقة كبيرة إذا أمضى ساعات كافية خلف عجلة القيادة. حيث يمكن لخبرتهم أن تمنحهم إحساسًا زائفًا بالأمان وتجعلهم يعتقدون أنهم يستطيعون التعامل مع أي شيء أثناء القيادة، حتى لو كان سريعاً.

6. إنهم فضوليون أو يشعرون بالملل

ربما لم يسبق للسائق القيادة بسرعة من قبل ويريد تجربتها مرة واحدة على الأقل. وربما رأوا والديهم أو أشقائهم أو أصدقائهم يقودون سياراتهم بسرعة ويريدون المشاركة في الحدث. 

المشكلة هي أنه حتى بضع ثوانٍ فقط من السرعة قد تؤدي إلى حادث سيارة مميت. في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل عدم السماح للفضول بالتسبب في حوادث مميتة.

7. إنهم غير مدركين للحد الأقصى للسرعة

غالبًا ما يتم إيقاف السائقين من قبل الشرطة بسبب السرعة الزائدة في محاولة تبرير سلوكهم من خلال توضيح أنهم لم يكونوا على دراية بحدود السرعة على الطريق. مما يعني أن سرعتهم كانت غير مقصودة. 

يمكن أن يجادلوا بأنهم لم يروا أبدًا لافتة حد للسرعة ولم يكونوا على دراية بحدود السرعة على الطريق. أو من المحتمل أنهم لم يولوا اهتمامًا كافيًا لقيادتهم، وكان عقلهم مشتتًا.

8. يحبون ذلك الشعور

السائقون الذين يسرعون قد يتولد لديهم بعض الشعور بالرضا، ولا يفعلون ذلك بالضرورة من أجل التشويق. 

فإذا امتلكو سيارة رياضية فاخرة مصنوعة من أجل سرعات عالية، فقد ينتهي بهم الأمر بزيادة السرعة لتحقيق أقصى استفادة من سيارتهم.

تأثيرات السرعة العالية

يمكن أن يكون تأثير السرعة أكثر خطورة بكثير من الغرامة والنقاط على رخصتك. حيث وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة النقل الأمريكية، فإن القيادة بسرعة غير مناسبة تساهم في أكثر من عُشر الإصابات التي تم الإبلاغ عنها للشرطة.

كما استشهدت الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث (RoSPA) إلى أن انخفاض متوسط ​​السرعة بمقدار 1 ميل في الساعة سيؤدي إلى انخفاض معدل الحوادث بنحو 4٪.

يشير RoSPA أيضًا إلى أن السرعات العالية تؤدي إلى حوادث أكثر خطورة، مع خطر الإصابة بجروح قاتلة من 17٪ عند 40 ميلاً في الساعة إلى 60٪ عند 50 ميلاً في الساعة.

ومما لا يثير الدهشة، أن جميع الأدلة تشير إلى أنه كلما تجاوز عدد أقل من السائقين حدود السرعة، فستكون الطرق أكثر أمانًا للجميع.


المصدر

2     1

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق