![]() |
التأثير النفسي لمستحضرات التجميل |
لا تخلو الشوارع اليوم من وجه أنثوي خالٍ من الطلاءات (أعتذر...!)، سواءاً كان أحمر الشفاه، مزيل الحبوب، غبار الأخدود، الماسكارا والتستر. الى غيره من المركبات التي لا تزل قيد الاختراع.
هذه الأخيرة في الحقيقة لا تزيد من سعادة المرأة أو قوتها العضلية أو النفسية حيال مظهرها، لكن وضع هذه الخلطات يؤدي الى تغيير في تصورات الآخرين اتجاه شخصيتها بشكل ملاحظ.
لكن تبقى النظرة النهائية حول هذه المركبات هو ما يستنتجه الناس اتجاهها وهذا يختلف حسب اختلاف المراقب نفسه. وهذا بالضبط ما يولد هذا الشغف النفسي للماكياج لدى النساء عامةً.
الماكياج وتأثيره النفسي
تقول دراسة نُشرت سنة 2016 في مجلة Perception أن:
- الرجال لهم نظرة "شهرة" حول النساء اللواتي يضعن مستحضرات التجميل.
- أما النساء فترى أن النساء الأخريات اللواتي يضعن مساحيق التجميل أكثر هيمنة من غيرهن.
كانت هذه النتائج ناجمة عن فريق من الباحثين بقيادة Mileva et al حينما قامو بتطبيق تجربتين:
التجربة النفسية الأولى
حاولو خلالها استخدام كمية معيارية من مستحضرات التجميل على بعض النساء بالاعتماد على برامج كمبيوترية، داخل جامعة Stirling في اسكتلندا. ليتم في النهاية عرضهم على فئات مختلفة مشاركة في التجربة من الجنسين لتقييم تلك الوجوه الأنثوية من ناحية السيطرة الهيبة والجاذبية.
نتائجها
اتفق المشاركون من الجنسين في نقطة واحدة، وهي "المظهر الجمالي أو الجاذبية" الذي يضيفه الماكياج للمرأة. لكن اختلفا في الأحكام الأخرى أي "الهيبة والهيمنة". حيث صنفت النساء الوجوه التي تتضمن مستحضرات التجميل بأنها أكثر سيطرة. في حين صنفهم الرجال على أنهم أعلى مكانة.
التجربة النفسية الثانية
كانت أهم أسباب إقامة هذه التجربة. هي تفسير ما إذا كانت تصورات الهينمة في شخصية المرأة من طرف النساء المشاركات نابعة عن الغيرة أو عن شيئٍ آخر.
نتائجها
لا مجال للصدف مع النساء حيث خلصت الدراسة الى أن هذه النتائج كانت حتماً محققة وغير مستغربة، حين كان رد الفعل الغالب هو "قدر أكبر من الغيرة اتجاه استعمالهن لمستحضرات التجميل".
كما وجدت الدراسة أن النساء يفسرن مظهر المرأة بالمكياج على أنه علامة على أنها "أكثر جاذبية للرجال وأكثر اختلاطًا".
التأثير النفسي للتجميل على فرص العمل
دائما ما يتعلق الجمال برؤيتنا وطريقة قرائتنا للأشياء، لكن حسب نسؤلات ودراسات Mileva وآخرون التي تقول: هل ما نفترضه حول شخصية المرأة دقيق أم مجرد فرضيات؟.
كان لـ Mileva تدخل في بيان صحفي حول الفرضية في أن النتائج المتوصل اليها كانت متقاربة أكثر في مجال التوظيف. أين قد تشكل أو تحفز مستحضرات التوظيف المنسقة بعناية بشكل أو بآخر على قرارات نيل المنصب في حالة كان عمال التوظيف ذكوراً.
لكن، إن كان موظفو هذا النطاق معظمهم من نفس الجنس، فربما لن تساهم حركات ظلال العيون وأحمر الشفاه العميقة بالقدر الكافي للفوز. لكن يمكن لمثل هذه الديناميكيات النفسية أن تصلح أكثر لحالات الترقية أو مخاطبة الحشود خاصة لما يكون الجانب الآخر رجالياً.
بالطبع لا يمكن إنكار شخصية المرأة وذكائها في كل هذا، لكن يبقى الجانب المظهري يعكس زاوية مخفية توقض فضول الرجال أكثر لتحريها.
حتى لا تنكسر القاعدة الأساسية الخبرة وطريق العمل كلها أمور لا يتم التسامح حولها أبداً لدى أرباب العمل، لكن قد يكون لهذه المقادير نموذجاً قوياً للفوز ببعض المعارك الصغيرة كالترقية، والمهمات، والخطابات...
مع ذلك يبقى مثل هذه المستحضرات التجميلية والحركات النفسية حسب الدراسة غير
ملائم على المدى الطويل الأمد. ولن يكون ذا منفعة تذكر، حيث يبقى التعلم
والتطوير ومعالجة وحل المشاكل هو أقوى ما يتفق ويحبه كلا الجنسين في الحياة
العامة والعملية.
ختاماً، لا يتعلق الماكياج فقط بالتأثير النفسي على الأفراد بل بالتلاعب وبيع الوهم والإغراء لهم. فما نراه اليوم عبر هذه المستحضرات ربما لا نحتاج نظارات الواقع المعزز لتجريبه كون القضية فاقت حدودها المعمول بها.
بالإضافة الى كل هذا، لا بد أن ينظر المرء الى الصحة الجسمية كعامل بارز. لا يتطلب أبدا تجاهله مقابل إيحاءات لونية غير ذي قيمة.
المصدر
↚
↱1