تمثل علامات الاصابة بالقولون العصبي (IBS) مؤشرات دلالية مسبقة على الإصابة بالمرض. يمكن أن يساعد التنبأ المبكر لها في التخفيف من حدة اعراضه مستقبلاً.
تظهر هذه العلامات المتعلقة بالقولون على أكثر من ربع سكان العالم، وهو مرض شائع بالقدر الكافي. قد يصيب الإنسان دون ملاحظته لذلك من خلال ألم واضطراب على مستوى أسفل البطن (يحتمل أنه عابر) وهذا راجع لعدة أسباب.
الإطلاع المبكر على هذه التشنجات نعيد ونكرر سيكون ملاذك الوحيد للتخفيف منها وتجنب زيادة خطر مراحل المرض المتقدمة.
متلازمة القولون العصبي
يعرف القولون العصبي بالإنجليزية بـ (Irritable bowel syndrome) وهو حالة مرضية شائعة تؤثر على الجهاز الهضمي (الأمعاء الغليظة). تتسبب في نشوء اضطرابات كتقلص وانتفاخ الأمعاء، إسهال وإمساك، وتميل هذه الأخيرة الى الظهور والإختفاء بمرور الوقت. مع امكانية استمراريتها لأيام، أسابيع أو أشهر.
لا تصنف مشاكل القولون كردود قاتلة أو خطيرة، لكنها تسبب نوبات مزعجة للغاية تصيب 1 من أصل كل 7 أشخاص حول العالم، مع انتشاره بشكل أكبر لدى النساء منه لدى الرجال.
يحمل هذا الخلل الوظيفي في جهاز الهضمي بطياته علامات دلالية مبكرة تنذر بأنك مصاب بمرض القولون العصبي، ومن الأحسن إدراكها في وقتها. كون التعايش مع مراحله المتقدمة أمر محبط للغاية ويمكن أن يأثر بشكل كبير على حياتنا.
ترديدنا المتواصل لفعالية التشخيص المبكر للـ IBS ناجم عن كون المرض لا يملك علاجاً حقيقيا. ولكن يمكن لبعض التغييرات النمطية كالروتين اليومي والنظام الغذائي والأدوية المتناولة أن تساعدك غالبًا في السيطرة على الأعراض.
أسباب اضطرابات القولون العصبي
- سرعة كبيرة أو بطء شديد في الهضم.
- أعصاب شديدة الحساسية في أمعائك.
- توتر قلق وضغط عصبى مستمر.
- سبب وراثي وتاريخ عائلي مع القولون العصبي.
- روتين حياة ونظام غذائي سيئ.
- طريقة التغذية الخاطئة: كعدم المضغ الجيد، سرعة الأكل، الوضعية غير المناسبة كالوقوف و حركة عند الأكل.
علامات الاصابة بالقولون العصبي
كل اضطراب له أعراض أساسية، وأعراض تهيج الأمعاء الرئيسية التي يعاني منها المصابين بالقولون العصبي هي:
- الانتفاخ: وهو ناجم عن شعور بأن بطنك ممتلئ أو متورم بشكل غير مريح.
- الإسهال: يتمثل في براز مائي ومفاجئ مع آلام أو تقلصات في المعدة، عادة ما تكون أسوأ بعد الأكل لكن قد يتحسن الوضع قليلاً بعد التبرز.
- الإمساك: ويتمثل في المقاومة الشديدة عند التبرز مع شعور بعد الإفراغ الكامل لأمعائك.
- نوبات ألم أسفل البطن: تقلصات مقترنة بتقلبات بين التحسن أحياناً والسوء في أحيان أخرى، مع امكانية وجود الغازات .
- نوع الغذاء: يمكن أن يشكل نوع الطعام والشراب سبباً في ذلك.
- القيئ: قد يشكل القيئ عرضا من أعراض القولونية، لكن غالبا ما يكون تاتج عن حالات أخرى.
أهم ما يسبب تهيجات الأمعاء الغليظة؟
بدون أي سبب واضح يبدأ قولونك في التهيج وإصدار بعض الألم والمشاكل. لكن أحيانا قد يكون ذلك نتيجة بعض العوامل:
- الكحول و الكافيين.
- الأطعمة الحارة والدهنية والمليئة بالبهارات.
- التعرض للتوتر والقلق والعصبية.
- عدم محاولة ممارسة الرياضة.
الأعراض الأخرى لتقلبات الأمعاء
يمكن أن تحدث علامات و تحذيرات أخرى لـ Irritable bowel syndrome وهي كما يلي:
- انتفاخ والشعور الغير مريح للبطن.
- خروج المخاط من المؤخرة.
- التعب وقلة الطاقة.
- امكانية وجود غازات البطن.
- معانات عند الحركة والتنقل.
- الشعور بالدوار والغثيان.
- بعض آلام الظهر.
- التبول أو التغوط المفاجئ وبكثرة، مع الشعور بعدم القدرة على الإفراغ مثانتك والجهاز البولي.
- عدم القدرة وصعوبة التحكم في عملية التبرز أو ما يعرف بسلس البول.
متى يصبح القولون العصبي خطيراً؟
مع ازدياد نوبات المرض تصبح مضاعفات القولون العصبي أكثر حدة من بينها:
أمعاء متضررة: يمكن أن تشكل فترات الإمساك المطولة لدى المريض، انسداد البراز داخلي القولون. في بعض الحالات قد يصبح الأمر أكثر صعوبة لدرجة أنك لا تستطيع دفعه للخارج.
تعرف هذه الظاهرة بـ "الانحشار البرازي"، ويمكن أن يكون مؤذياً ويسبب أشياء مثل الصداع والغثيان والقيء. هذا الامر شائع غالياً عند كبار السن. لذا عليك مراجعة طبيبك حالاً إذا كانت لديك علامات لحدوث هذا.
مشاكل مع بعض الأطعمة: يمكن لبعض المكونات الغذائية أن تزيد حدة أعراض القولون العصبي لديك للأسوأ، قد تكون مختلفة بالنسبة للجميع لكنها مؤثرة.
لكن قد يشعر معظم الأشخاص بتحسن بعد تفادي تناول أطعمة ك: القمح، ومنتجات الألبان والقهوة والبيض والخميرة والبطاطس والحمضيات. نقطة أخرى مهمة،
يمكن للدهون والسكريات أن تجعل الإسهال والانتفاخ أسوأ لدى البعض. لذا قد ينصحك طبيبك تجريب نظام غذائي خالي من بعض الكربوهيدرات التي يصعب هضمها.
سوء التغذية: إن التخلص من بعض أنواع الأطعمة يعد عامل مهدئ لأعراض القولون العصبي. لكن قد يؤدي التزام جسمك اتجاه ذلك الى فقدان بعض العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها. لذا يمكن أن يكون اختصاصي التغذية سبيلك في العثور على تجربة غذائية مناسبة.
بعض مشاكل التبرز والبواسير: قد تصل مضاعفات القولون الى تورم الأوعية الدموية حول فتحة الشرج مكان نزول البراز، وهو شيئ مؤذي بالطبع وقد يصل للنزيف. يرجح أيضاً أن يزيد البراز القاسي جدًا أو اللين جدًا إلى تفاقم الوضع. وقد يؤدي انتفاخ الأوعية داخل فتحة الشرج الى سقوطها بعيدًا بما يكفي لتبدو ظاهرة.
يمكنك تخفيف من الحالة بالجلوس على كيس ثلج بارد أو وضع بعض الكريمات المهدئة، مع التأكد من الحفاظ على نظافة المنطقة واستشارة الطبيب عند انخفاض حدة الالم.
الحمل ومضاعفاته: تشكل التغيرات الهرمونية والضغط الجسدي الممارس من الطفل على جدار الأمعاء مشاكل في الجهاز الهضمي. تميل معظم النساء أيضًا للتوقف عن تناول أي من أدوية القولون العصبي مخافة تأثيرات جانبية. هذا حل جيد للطفل، لكن قد يجعل الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأشياء مختلفة مثل حرقة المعدة وعسر الهضم.
جودة الحياة: لا يوجد وقت محدد أو اجراس إنذار تنبأ بظهور علامات مفاجئة لاضطرابات المعي المُتهيِّ. أيضًا تناوب مرات الإسهال والإمساك، وبعض المضاعفات الأخرى يجعل من الصعب عليك ممارسة حياتك اليومي.
في هذه الحالة عليك التركيز على عادات فعالة، كالتأمل والرياضة والصيام المتقطع وتعديل من نظامك الغذائي مع التركيز أكثر على التقليل من توترك. أيضاً الجأ للمتخصصين عند الحاجة سيساعدونك كثيراً بالوصول الى نتيجة مرضية.
العصبية الاكتئاب والقلق: من العلامات الأكثر شيوعاً لمتلازمة الأمعاء الغليظة هي فقدان الأشخاص السيطرة على حياتهم. يمكن أن تزيد هذه عوامل نفسية الخاطئة في تفاقم الوضع وتعكير مزاجك باستمرار . لذا جرب طرقاً معينة تؤطر بها نفسك أو استشر طبيباً نفسياً.
اختبارات الإصابة بتهيج القولون
في الأصل لا يوجد اختبار يكشف بشكل مباشر عن علامات الاصابة بمتلازمة القولون العصبي. ولكن قد تحتاج إلى بعض الاختبارات الغير مباشرة لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لأعراضك.
لذا قد يقوم الطبيب العام بترتيب:
فحص الدم للتحقق من وجود مشاكل مثل مرض الاضطرابات الهضمية.
اختبارات على عينة من برازك للتحقق من وجود عدوى أو مرض التهاب الأمعاء (IBD).
فحص بمنظار القولون (عند انخفاض الوزن الشديد أحياناً) للكشف عن وجود أجسام أو أورام في القولون.
في الغالب لن تحتاج إلى مزيد من الفحوصات داخل المستشفى إلا إذا كان طبيبك غير متأكد من المشكلة.
نصائح وإرشادات للتخفيف من حدة اضطرابات القولون العصبي
علاج متلازمة اضطرابات القولون العصبي أمر جد معقد، ولم يثبت له وجود أدوية نهائية. لكن بعض النصائح العامة قد تكون مساعدة لتهدئة مشاكل القولون والتخفيف من آلام المرضى.
ما يجب أن تفعل حيال هذه التهيجات القولونية
- احرص على إعداد وجباتك أو جدولة ما يمكن تناوله.
- تناول وجبات ذات مكونات طازجة قدر الامكان.
- حول أن تسجل ما يؤلمك ومالا يؤلمك.
- خذ وجباتك الغذائية بانتظام.
- ابحث عن طريقة مناسبة لك للاسترخاء.
- الرياضية ثم الرياضة ثم الرياضة لا بديل آخر.
مالا يجب أن تفعله اتجاهها
- تجنب الأكل بسرعة، بوقوف وأنت تمشي وغير مركز مع الأكل.
- ابتعد عن الإكثار من الأطعمة الدهنية أو الحارة أو المصنعة والمشبعة بالتوابل.
- لا تكثر من الفاكهة الطازجة.
- لا تشرب جرعات أكبر من الشاي أو القهوة في اليوم.
- لا تقترب من الكحول والمشروبات الغازية.
نصائح في حالة الإمساك:
- يمكن أن يساعد شرب الماء بشكل ملائم في جعل البراز أكثر ليونة.
- حاول تناول الألياف القابلة للذوبان والتي تشمل البقوليات والجزر والبطاطس المقشرة وبذور الكتان في شكل حساء.
- قلل من الأطعمة الغنية بالألياف المعقدة، كالخبز والأرز البني والموز والشوكولاطة.
نصائح في حالة الإسهال:
- يمكن تناول الموز وأرز وبعض من الشوكولاطة.
- ابتعد عن الأطعمة الغنية بالألياف
- ممكن لأدوية المضادة للإسهال أن تساعدك.
- في حالة استمرار الإسهال، تأكد من شرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف.
نصائح في حالة الإنتفاخ:
- جرب الشوفان (مثل العصيدة) بانتظام.
- جرب ملعقة كبيرة من بذور الكتاب أو تناولها كشاي.
- ابتعد عن الأطعمة الصعبة الهضم: كالكرنب والبروكلي والقرنبيط وبراعم والفاصوليا والبصل والفواكه المجففة.
متى نتوجه للحلول النفسية لدى المرضى المصابين بالقولون العصبي؟
يمكن أن تؤدي الإصابة الطويلة الأمد أو المزمنة بمتلازمة بالقولون العصبي الى التوجه نحو حلول أخرى، بإحالتك من طرف طبيبك الى معالج نفسي و اتباع نمط "العلاج السلوكي المعرفي (CBT)".
هذا النوع من العلاج يزيد قدرة الأفراد على التحكم في حالات التوتر والقلق لديهم والتي تصنف كأحد أهم أسباب ظهور علامات القولون العصبي.
في الأصل هذه العلاجات النفسية كالعلاج السلوكي المعرفي هي موجهة لمشاكل نفسية متشابهة شائعة مثل التوتر والقلق والاكتئاب والأضرار العاطفية.
10 أسئلة حول الإصابة بالقولون اطرحها على طبيبك
يشكل الذهاب الى الطبيب أمراً مرعباً لدى الأشخاص المصابين بتهيج القول العصبي، وقد يجعلهم بعض الخجل أو الإندفاع إن كانو غير معتادين على الوضع يتناسون طرح الأسئلة.
إليك بعض الأسئلة والإقتراحات اعرضها على طبيبك عند زيارته، أو سجلها قبل دخول عنده:
- 1. هل يمكن أن تتفاقم أعراض القولون العصبي لدي الى حالة أخرى؟ هل هناك احتمالية أن أعاني من مرض التهاب الأمعاء أو سرطان القولون؟
- 2. هل يجب علي الاحتفاظ بمذكرات عن أعراض القولون العصبي، وإذا كان الأمر كذلك، فماذا يجب أن أكتب؟.
- 3. هل يجب أن أتناول أدوية مسهلة أو أدوية أخرى متاحة بدون وصفة طبية؟ إذا كان الأمر كذلك، فما نوعها، وكم مرة يكون أخذها آمنًا؟.
- 4. هل سيساعد أعراض القولون العصبي لدي على إضافة المزيد من الألياف إلى نظامي الغذائي؟ إذا كان الأمر كذلك، فكميتها ونوعها؟
- 5. هل يجب أن أتناول الأدوية الموصوفة لعلاج أعراض القولون العصبي؟ إذا كان الأمر كذلك، فما الآثار الجانبية التي يجب أن أتوقعها؟
- 6. هل هناك تغييرات أخرى في النظام الغذائي قد توصي بها من أجل القولون العصبي، وهل يجب أن أستشير اختصاصي تغذية؟.
- 7.هل هناك سلوكيات أو نشاطات تخفف من نوبات تهيج أمعائي تنصحني بها بالإضافة الى الرياضة؟
- 8.هل تتواجد أي اختبارات تنصح بها الآن أو مستقبلاً؟
- 9. هل يمكن للعلاج بالاسترخاء أو الاستشارة أو التمرين أن يساعد في القولون العصبي لدي؟
- 10. هل هناك طرق أو علاجات أخرى يجب أن أعرف عنها؟
- 10. متى يجب أن أحصل على موعد للمتابعة؟.
هل تؤدي متلازمة القولون العصبي للإصابة بسرطان القولون؟
الأخبار السارة للمصابين تقول "لا"؟. لا يوجد أي احتمالية لظهور سرطان قولون نتيجتاً لإصابتك بالقولون العصبي في الإطار الطبيعي طبعاً. ومادام الإنسان يعالج قولونه جيداً ويتعامل معه.
لكن في حالات النزيف المتقطع ومشاكل البواسير والسوائل المتكررة على مستوى منطقة فتحة الشرج خاصة التي تمتد لـ 6 أشهر وسنة فأكثر، قد يكون للوضع تشخيص آخر. ولا يمكن أبداً تجاهل نزيف المستقيم هذا، مع تحديد ما إذا كان قادماً من إجهاد الإمساك أم لا.
إن تجاهل العديد من هذه العلامات النزيفية ذات النمط المتكرر وعدم الاكتراث لها على المدى الطويل. يؤدي لحدوث أعراض أكبر وأكثر من بكتيرية والتهابية وغيرها، وقد يتعدى الحال ليصبح مزمن.لذا بما أن الأغلبية مستعدة لمشورة طبية مبكرة فلا تقلق، الوضع متحكم فيه كلياً.
ختاما، يعاني من 20-25% من سكان الكوكب ولو من احدى علامات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي. رقم كبير حقاً يتطلب منا الحرص والتفطن للمرض عبر مؤشراته وعلاماته التنبيهية.
يساعد التنبه و الكشف المبكر لعلامات الإصابة بالقولون العصبي لأجهزتنا الهضمية، على تفادي حقيقي لأزمات أكبر قد تتفاقم بشكل أقوى مستقبلاً.
في الواقع لا يوجد علاج نهائي أو حل سحري قد يؤدي لزوال الالم الناتج عن مشاكل أسفل البطن القولونية. لكن يمكن لاتباع بعض النصائح والارشادات أن يخفف من مدى إصابتك.
أخيراً مراجعة طبيب الجهاز الهضمي هو السبيل الأول والأخير لتحديد نوعية إصابتك المرضية والمضي قدماً في رحلة التعافي المبكر منها (إن كان قولون طبعاً).
وهذا باتباع خطواته ونصاىحه الطبية الخبيرة من تشخيص واختبارات وإجراءات طبية بأساليب ستوفر لك حتماً جانباً من الراحة.
المصدر
↚