ًأسرار لا تخبر بها أحداً

يملك الكثير منا عادات سيئة متنوعة، لساننا الطويل أحياناً يصنف كأهمها. هذا يمكن أن يجعل منا كتبًا مفتوحة حتى للغرباء. لكن، في الواقع نحن بالتأكيد لا نريد ذلك، فاللغموض نكهة خاصة في الحياة رغم كل شيء. 

يعد التزام والسرية في التمييز بين ما يقال وما لا يقال عن حياتك بشكل عام، مهارة صعبة لدى البعض، لكنها مهمة وتتطلب منا إتقانها. فلا أحد الى اليوم أجده سعيداً بمشاركة أسراره وتفاصيل حياته، وحتى إن تطلب الأمر ذلك فليس للجميع نوايا حسنة.

يقول جوان كولينز: "سر امتلاك حياة شخصية، يكمن في عدم الإجابة على الكثير من الأسئلة المتعلقة حولها." 

إليك 5 أسرار لا تخبرها للناس عن حياتك الشخصية

1. أهدافك وخططك المستقبلية

يقول خبراء نفسيون ليس استناداً على دراسة مثبتة ولكن على تجارب محددة، بأن أغلب من يشاركو أهدافهم لم يحققو ذلك خاصة الطويلة الأمد منها.

لا ندري كيف يفكر الآخرون، لكن عندما تخبرهم عن تطلعاتك المستقبلية، فإنك تشعر تقريبًا كما لو أن الاستمتاع بتحقيق الهدف قد سلب منك. 

نتيجة لذلك، لا تضاعف آفاقك في هذا الشأن، واحتفظ بأهدافك لنفسك، فستكون لديك فرصة أكبر بكثير لتحقيقها. وبمجرد نجاحها لا تتردد في إخبار العالم كله بذلك.

2. مشاكل أو سلبيات من الماضي

لدينا جميعًا قصصًا سلبية عن حياتنا الشخصية لنخبرها عن أشخاص لا نحبهم. زملاء الدراسة أو مشاكل سابقة في الحي، أو ضغينة ضد أحدهم منذ سنوات،... هذا ليس شيئ نفتخر به ومن الأفضل دائمًا التخلي عن هذه المشاعر ومناقشتها في الأماكن الملائمة بأقل قدر ممكن. 

هذا السر متاحٌ افشائه لأن السلبية مرهقة. ليس فقط للشعور بل للاستماع ومحاولة حله أيضًا. حيث يفضل الناس التواصل مع شركاء المحادثة الإيجابيين، أولئك الذين لديهم رؤى مثيرة للاهتمام لتقديمها وليس أولئك الذين يتذمرون من بعض الأشخاص الآخرين. 

لذا تخلص من كل ما يثقل كاهلك في دائرته المناسبة. وحاول التركيز على الحاضر وستجد أن المزيد والمزيد من الناس سيحرصون على التحدث إليك.

3. المقتنيات المادية

ليس كل مدفوع من أجله قيم، فبعض الأشياء لا قيمة مالية لها. أحياناً قد تعترينا موجة من التباهي والافتخار سواءُُ لسيارة جديدة أو معدات فارهة، أو هاتف جديد حصري. 

هذا الأمر قد يجعل من الناس تنظر اليك نظرة الكبر والتعجرف رغم نيتك الحسنة، لكن نيات الناس لا يمكننا الاطلاع عليها.

فكنصيحة أخوية اترك مشاركة حياتك ومقتنياتك مع الآخرين، ضع لها جانباً من السرية لها واتركها لنفسك ان استطعت اخفائها فهي لك أنت لا للآخرين. بالإضافة لأن الغيرة والحسد أمر طبيعي حيث يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه {كل ذي نعمةٍ محسود}.

4. الطاعات والعبادات

ديناً وشرعا لا يجوز جعل عبادات كالصدقات مثلا حديثاً بين الأفراد وحتى الأصدقاء، اجعل ما تفعله خالصاً لله ولا تذكره لأحد.

حاول دائما ستر أعمالك الجيدة ولا تجعلها هدفاً للأحاديث، فإذا بدأت في التباهي بها، فسيأخذ الأمر منظورًا مختلفًا تمامًا،  وبالتالي إبطال الخير الذي قمت بإنشائه بالفعل. 

يظل أجمل شيئ تقوم به صدقة في سبيل الله لا تعلم يسراك بها، واعلم جيداً أن أكبروأعظم فاعلي الخير في هذا العالم أناسٌ مجهولون.

لذا ركز دائماً على المساعدة ولا تركز على نفسك.

5. أرقام راتبك

كرجل تقليدي من الجيد أن تسمح لفئة واحدة فقط من الأشخاص بمعرفة تفاصيل دخلك: هم الذين يعملون في البنك الذي تتعامل معه. 

عليك دائماً استصعاب سؤال الراتب، حيث لا يعد المال أبدًا موضوعًا لطيفًا للحديث عنه في الأماكن العامة لأنك لا تعرف أبدًا الحالة المالية التي يمر بها أي شخص. 

قد يبدو أنك تتفاخر دون قصد أو قد تظهر شخصاً عاجز، لذا فإطلاع الآخرين عن شؤونك المالية أمر ليس بالجيد ولا يمكن تغييره. لكن كن متيقناً أنه بمجرد أن يصبح وضعك المالي معروفًا للجميع، سيبدأ الناس في النظر إليك بشكل مختلف. 

لإنقاذ نفسك من هذا النوع من المواقف المحرجة، احتفظ بتفاصيل دخلك في كشوف حسابك المصرفي.

6. مشاكلك الأسرية

عائلتك الكبيرة أم عائلتك الصغيرة، أمك زوجتك ابنك أو أختك، لا تدع مجالاً لخروج أسرار بيتك عن عتبة منزلك. احتفظ بمشاكلك العائلية لنفسك لأن لا أحد في هذا العالم له القدرة على حلها الا أنت.

الثقة بالناس أصبحت طعاماً ساماً ولا أنصحك حتى بتداول مشاكل الآخرين فهذا في حد ذاته جرم لا يغتفر. لذا حاول أن تحافظ على ثقة الناس وتكسيرها ان أطلعوك على أسرارهم، فلن تشعر أنت بمقدار ما يعانونه.

أخيراً مثلما تعامل الناس توقع أن يعاملوك.

ختاماً، يجب أن نتعلم مهارة السرية والستر والحافظة على الأسرار، وأن لا نشاركها مع الآخرين. فحقيقتاً مثلما هناك أمور يمكنك مشاركتها، لكن ليس في أماكن عامة.

هناك أمورٌ لا يمكنك مشاركتها إطلاقاً، أنت لست سلبياً بهذه الطريقة لكنك تضع حاجزاً وهمياً يحميك ستعرف قيمته يوماً ما.

إن شعرت بأن عدم مشاركة بعض الأشياء أمر مخيب، يمكنك سؤال من هم أكبر منك سناً تثق بهم إن وجدت إجابة مغايراً أنت حرٌ في التزاماتك.

المصدر

↚

↱1