![]() |
تأثير الغذاء على الصحة النفسية |
بشكل أو بآخر قد يبدو لك تأثير الغذاء على الصحة النفسية أمراً غريباً. لكن ما يتناوله الفرد من أطعمة والمركبات مختلفة دون الانتباه للردود والنتائج التي ستنعكس عليه سواء من ناحية الصحة الجسمية والنفسية أمر لا بد من التطرق اليه.
في مقالنا لنهار اليوم سنرى تقريراً شاملاً عن كيف يؤثر النظام الغذاء على صحتنا الذهنية؟. وماهي العوامل والاحتياطات الغذائية التي من الجيد اتخاذها من أجل ضمان نمط عيش صحي بشكل عام.
كيف يؤثر نظامنا الغذائي على صحتنا النفسية؟
يلعب نوع الغذاء جزءاً مهمًا في تحديد مصير صحتنا الجسمية وحتى العقلية مستقبلاً. فكون ما يتناوله الإنسان طوال حياته هو الوقود الأول له لتأدية نشاطاته اليومية المختلفة وحتماً سيكون له مفعول ما بمرور الوقت.
يأتي "طب النفس الغذائي" ليثبت بعض من هذه التوقعات ويصحح المناهج المتعلقة بالغذاء والصحة النفسية. لكن يستغل آخرون كالشركات والمحلات ذلك للإعلان والدعاية لمصالحهم ومنتجاتهم الشخصية. فماهي العلاقة الحقيقية بين التغذية والجانب النفسي.
ما العلاقة بين الغذاء والصحة النفسية
اليوم تثبت عديد الدراسات أن تأثير النظام الغذائي على الصحة النفسية بشكل عام أمرٌ وارد، فالطعام والشراب الصحي قد يحسن بعض من أعراض تقلباتنا الذهنية. وعادات كنهج التغذية الغير مناسب لمركبات مثل الكافيين والكحول قد يفاقم من تدهور هذه الحالات العقلية.
كما أثبتت دراسات أخرى أن تحسين نمط تغذيتنا قد يساعد أيضاً في:
- تحسين المزاج.
- مزيد من الطاقة وبالتالي الايجابية.
- القدرة على التفكير بطريقة أكثر وضوحًا.
إن اتباع برنامج غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات وكميات معتدلة من الدواجن والبيض ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء العرضية فقط. له علاقة (في الحالات الطبيعية طبعاً) بانخفاض خطر الإصابة ببعض الحالات النفسية كـ:
- الاكتئاب.
- التوتر والقلق.
- المزاجية.
- غياب التركيز.
تأثيرات بعض الأطعمة على ذهنيتنا وسلوكياتنا
الأوميغا 3
يمكن لدهون أوميغا 3 تحسين الصحة العقلية، هذا أحد النصائح المتفق عليها. فالزيوت السمكية المتواجدة في التونة والسلمون والماكريل والجثم والرنجة والسردين.
تتميز بتأثيرها الملاحظ على حالاتنا الذهنية من زيادة التركيز وتحسين ردود الفعل. ويكون هذا باتباع التغذية المنتظمة لها بوجبتين الى 3 وجبات في الأسبوع كي نوفر كمية كافية من أوميغا 3.
الخضار والفواكه
الخضار والفواكه الطازجة من جزر خس بقوليات بطاطا والزبادي والبروبيوتيك الأخرى وغيرها كلها، تعتبر مكونات ذات تأثير جامح على الصحة النفسية.
فارتباط تناول وجبات مصنعة أو معالجة بمشاكل الأمعاء الشائعة وعلاقتها بشعورنا العاطفي من قلق وتوتر مثل ما تحدثه متلازمة قولون العصبي، قد يغير من توجه نسق انفعالاتنا وردودنا النفسية بشكل كامل.
الكافيين
الكافيين بمختلف أنواعه القادم من المشروبات أو الأطعمة: كالقهوة والشاي والسوائل الغازية والطاقوية وآيس كريم والشوكولاطة الداكنة والزبادي .....، هو أحد العناصر المنبهة لجسم الأنسان.
نعني بهذا مشاركته كعامل نفسي مباشر على تغيير هالة الفرد من الخمول الى النشاط ومن النشاط الى الخمول أيضاً (أعراض الانسحابية). وهذه أحد التأثيرات النفسية المهمة للكافيين عامتاً.
الدهون الصحية
يحتاج العقل مثل باقي أعضاء الجسم الى الدهون وليس أي نوع منها: الصحية فقط، حيث يلعب هذا النوع من الدهون شكلاً من أشكال التأثير على المزاج.
لذا بدلا من تجنبها حاول التقرب منها واستهلاكها بشكل صحيح، عبر أطعمتها المختلفة كالأسماك الدهنية والدواجن والمكسرات (الجوز واللوز والفو السوداني ...) وزيت الزيتون وعباد الشمس والبذور واللبن والجبن وغيرها.
الفيتامينات
لا مجال لغياب الفيتامينات في أي وجبة غذائية تتناولها، فهي أحد أبرز مغذيات الجسم وأسلحته للاستمرارية. تشمل تأثيرات التغذية الخاطئة على الذهنية عند غياب بعض فيتامينات المتنوعة.
تصبح المشاكل الغذائية متفاقمة على الصحة الجسمية بشكل عام: من خلال مشاكل هضمية، جلدية الى المفاصل والكلى والكبد والكثير من الأعراض لا يمكن ذكرها جميعاً في هذا المقال.
لذا لا أنصحك اطلاقاً بالتلاعب بهذا النوع من الطعام، فالفيتامينات هي أحد العناصر الأسهل توفيرها. والتي لا تملك أي سبب وجيه لتذبذب وجبتاتك منها. نتيجة للردود النفسية التي من الممكن أن تتمخض عن هذه الأعراض.
الماء والترطيب
أخيراً لا تترك المياه والمشروبات الصحية الأخرى إن كنت لا تريد أن تتضرر في أقرب الأوقات. فالترطيب مهم جداً لصحتنا الجسمية بالإضافة للنفسية كتعديل المزاج وشعور بالراحة والاحساس بالصحة الجيدة. أما عن شعورنا بالعطش فقد يغير من سلوكياتنا بشكل عنيف اتجاه الآخرين من خلال انخفاض الإدراك وتعكير المزاج.
شرب 6-8 أكواب يومياً نصيحة مهمة استمر بها واجعلها من عاداتك، ان كنت تريد غير ذلك راجع مقال: ماذا سيحدث لأجسامنا إذا لم نشرب الماء بانتظام ؟
نصائح غذائية لصحة ونفسية أفضل
- لا تأكل وجبتين ضخمتين في اليوم، بل 4 صغيرة بانتظام أفضل.
- الخضار والفواكه سبيل رائع لصفاء ذهنيتنا ونعومة بشرتنا وتقوية أجسامنا.
- ابتعد عن الحلويات والسكريات ونظام المكافأة المترتب عنها.
- الرياضة عامل جيد لتعديل المزاج.
- الماء الخيار الأول والأخير لتحسين كل إعدادات الجسم الجسدية والعقلية.
- ما يدخل بطنك هو ما سيألمك لاحقاً، لذا حاول جعل على لأقل عملية الهضم لديك صحية.
- تجنب اكثار اللحوم الحمراء وغير ذلك بالأسماك وزيوتها.
- الكارب الفيتامينات الألياف والدهون الصحية (نظام متوازن)، لا تخرجها من برنامجك.
- ان لم تفهم جيداً تركيبات الأطعمة، فالتنوع الغذائي ضالتك.
كيف تحسن من عاداتك الغذائية؟
لا يمكن تغيير أداء صحتنا النفسية بتغيير سلوكياتنا وفقط، فعادات الأكل والشرب الصحية أمر لا طائل من اللجوء اليه لتوفير قيمة أكبر لمحاولتنا للتغيير.
يمكن لاستراتيجيات مثل تناول نظام غذائي متوازن، والترطيب الجيد والاعتدال في المركبات الشبه ادمانية كالكافيين والسكريات وغيرها. أن تساعدك على رؤية نتائج أحسن، فمثلاً تناول حبة موز وأنت في الخارج سيكون مزاجياً أفضل من تناول نصف علبة شوكولاطة.
القوة الذهنية هي أبرز ما يعيق الأفراد على التغيير، ومن بين هذه الأسباب النفسية والمادية:
- عدم وجود الحافز.
- فقدان الشهية، أو الأكل الغير المريح.
- وجبات غير منتظمة.
- مشاعر العزلة.
- ظروف عيش لا تسمح بذلك.
- انعدام الأمن المالي.
استراتيجيات نفسية لبناء قاعدة غذائية صحية
إذا كنت تكافح لتصحيح تأثير الوجبات الغذاية على الصحة النفسية لديك والجسدية أيضاً، فلا بد من اتباع بعض الآليات المساعدة على ذلك:
كٌل بوعي: إن التركيز على ما تأكله شكل من أشكال الصحة. فمثلاً يميل الأشخاص الذين يأكلون أثناء مشاهدة التلفزيون إلى تناول مزيد الطعام في جلسة واحدة. لذا فاليقظة والهدوء شيئ جيد لبناء عادات جيدة غذائياً.
مقايضات الطعام الصحي: قد يكون إجراء تغييرات صغيرة أسهل من إجراء تغييرات كبيرة. كاستبدل الخبز الأبيض بخبز الحبوب الكاملة، واستبدل المقلاة بالشواية.
لا تتساهل مع نفسك: لا يحدث التغيير عادة بين عشية وضحاها. اتخذ خطوات صغيرة لتحسين ما تتناوله من طعام وشراب، وإجراء تغييرات وممارسة الرياضة والحديث الإيجابي مع النفس.
تحكم في مشاعرك: لا بد أن ننحاز الى غرائزنا ونفسياتنا القوية أحياناً، خاصتاً عندما نكون بالخارج. لذا فالوجبات السريعة ومقدار الأكل الغير صحي المتوفر هناك، خطة فاشلة. توجه نحو أماكن صحية أو أنقذ نفسك بالفواكه ان كنت غير مطيلاً.
ماهي أفضل حمية غذائية للتوتر والقلق النفسي؟
حتى نصحح تصورات البعض، الغذاء لا ولن يندرج في خانة العلاج أو الحل لمشاكنا النفسية، فما يفعله الطعام والشراب في الأصل هو إحداث جلبات نفسية بين الصعود والنزول في الحالات الطبيعية. ولا علاقة للأمر أبداً بتداعيات مرضية ذهنية أو عقلية.
لذا ما تم شرحه اليوم يتعلق بكيفية تأثرنا نفسياً إبان هذه التناقضات الغذائية وكيف تؤثر على قراراتنا وسلوكياتنا المتنوعة.
لكن يمكن أن يكون النظام الغذائي السيئ لفترات طويلة سبباً في توليد اضطرابات نفسية، كالعصبية والإكتئاب والعزلة من الممكن حتماً أن تستدعي تدخلاً طبياً إن لم يتم تداركها.
ختاماً، لابد أن ندرك العلاقة بين النظام الغذائي والصحة العقلية، كون كل ما يلمس أجسامنا من الداخل أو الخارج مرتبط بخيوط عصبية تنتهي في الأخير الى الدماغ.
لذا على الإنسان دائما محاولة التحسين من صحته النفسية، باتخاذ قرارات ملائمة دوماً، وأحد هذه القرارات هي اتباع نمط تغذية صحية، لكن كيف يكون ذلك إن لم نعرف الطريقة؟.
حسنا، يمكن لنظام غذائي متوازن، وانتظام فترات الأكل في حصص مصغرة، والترطيب الجيد. أن يحدث فرقاً نفسياً كبيراً لدينا يبدأ من مزاجك وينتهي بخفض توترك. لكن ليس الى حد تصوره كعلاج.
في الأخير لو تراجع بعضاً من قراراتك المتذبذبة ستتأكد أن أنظمتك الغذائية شاركت فيها بطريقة ما. فحاول التذكر خلالها ما إذا كنت: جائعاً أو عطشاً أو ارتفعت نسبة السكر في دمك أو ارتفع ضغطك أو حرضك قولونك المضطرك على تكسير زجاج النافذة، تذكر وتأكد جيداً.
المصدر
↚