![]() |
مراجعة كتاب 101 نصيحة للطلبة بعد التخرج |
حلقة مفرغة تقابل الطلبة الجامعيين عامةً عند بحثهم عن وظيفة بعد التخرج يلخصها عمال التوظيف في عبارة: نحتاج ذوي الخبرة؟!. فيعود الطالب أدراجه يعض أنيابه اتجاه هذه المعادلة المعقدة التي لا يبدو لها حل في الأفق.
تضيع أحلام الشباب الوردية اليوم بين هذه التفاصيل المؤلمة، التي تصادفهم في بدايات حياتهم المهنية، بعد تصوراتهم الوردية السابقة عن مستقبل مشرق. ليرضخوا للأمر الواقع متوجهين للبحث عن الخبرة، أو مواصلة طوابير الانتظار داخل قوائم التوظيف.
لذا اليوم نعرض عليكم مراجعة مهمة لكتاب 101 نصيحة للطلبة بعد التخرج، سردتها الكاتبة سوزان موريم من خلال تجاربها وتحليلاتها لما يحدث للطلبة والخريجين الجدد في بدايات مسيراتهم المهنية. علها تكون شرارة انطلاق صغيرة لمستقبلكم.
مراجعة كتاب 101 نصيحة للطلبة بعد التخرج
المرحلة الانتقالية ما بين الجامعة والحياة المهنية أصبحت اليوم أحد أكبر هواجس الطلاب، نظراً لما يلاقونه من شح الوظائف ونسبة البطالة المسبقة التي تغزو مجتمعاتهم.
لكن، تبقى طريقة تعاملنا مع هذه الأوضاع هي الأساس، ودرب لبناء سفينة ولو صغيرة نعبر بها نهر الخبرة والظروف الصعبة، من أجل التقدم قليلاً نحو الأمام.
ملخصنا اليوم لكتاب 101 نصيحة للطلبة بعد التخرج، ستكون دليلك التمهيدي لبداية حياة مهنية أفضل وأكثر فاعلية، دون الجلوس وانتظار المفاجئات. لذا تابعو معنا ملخص شامل حول قضية الكتاب.
1- مهارات العمل
ربما يقع جميع الطلبة في بدايات حياتهم بعد التخرج في معالم المطابقة وتشبيه الواقع بالجامعة، كربط علاماتهم الجيدة مثلاً في الجامعة بايجاد الوظائف بسرعة وغير ذلك. لكن نسق التفوق الجامعي على بعض الفئات هناك لا يبدو أمراً مثيراً في الواقع المهني (ربما هناك لآلاف من أمثالك)، فالجامعة يحكم فيها الطابع النظري. لكن معامل النجاح في الخارج هو الخبرة والمهارات المهنية.
لذا أول تفكير على الطالب الجامعي أن يزعه في عقله بعد تخرجه، هو أن أول وظيفة له هي البحث عن وظيفة، وتكون أولى خطوات ذلك بخفض مستوى تطلعاتك والسعي نحو بعض الأعمال المتواضعة التي تكسبك شيئاً. فبعيداً عن تذمر الأجر المنخفض، جرعة من المهارات المهنية الضرورية للارتقاء في العمل كالمرونة والتركيز والتواصل والعمل الجماعي و... و..و.، التي يلقبها عالم الأعمال بـ "المهارات الناعمة" أمر مهم جداً في البدايات.
من أفضل النظريات التي جاء بها الكتاب أيضاً هي التعامل مع نفسك كأنك منتج، فدائماً ما يكون أفضل فصل إعلاني لمنتج ما هو الأكثر مبيعاً، وبالضبط تماماً بالنسبة لك أين ستكون سيرتك الذاتية هي فاصلك الإعلاني الجديد لخبراتك المكتسبة.
من ناحية العمل، احرص دائماً على معالجة الأمور بواقعية وعقلانية وجرب فكرة اتخاذ نفسك مكان صاحب العمل: فهل ستقبل تأخرات العامل الجديد؟، هل ستقبل بأن يترك مكان العمل غير نظيفاً؟، هل تحب أن ترى عمالك ينامون أثناء العمل؟، هل تريد الفوضى وسط العمل؟...
لذا حاول دائما ترك انطباعات مبدأية جيدة بالتخلي عن الأفكار وحركات الجامعية كالهندام والملابس الغير ملائمة، التذمر، والكلام الكثير، فقط قم بأعمالك دون إضافات غير لازمة. بعض التنازلات جيدة أيضاً كصنع القهوة أو الشاي لزملائك، ربما ستكون سبيلاً لك لتسأل أكثر.
وكنصيحة مهمة لا تخف أبداً في بداياتك فالجميع يخطئون، فقط احترم التعليمات وستعلم فيما بعد لماذا كان يجب أن تفعل ذلك بتلك الطريقة.
2- مهارات الإتصال
احدى المهارات الناعمة المهمة التي يكتسبها الفرد في رحلته المصغرة نحو الخبرة ومجال أكبر التي تسردها سوزان موريم في كتابها، هي تعلم الطرق المهنية للتواصل. حركات الجامعة والشباب الغير مطلوبة من أهم أسباب الطرد والرفض من العمل.
حاول كبداية أن تكون هائداً مستمعاً جيداً ومركزاً لما يدور حولك، بهذه الطريقة ستتعلم ضبط نفسك وصقلها لتوائم المكان الذي أنت فيه. تعلم الاستئذان الشكر والإعتذار. كذلك تجنب الحركات المراهقة المبتذلة، وهذا بالصموت عند تعلم الأشياء حتى ان كنت أدرى بها، فقط راقب وشاهد للآخر. ثم اسئل أو اصمت.
في حالة امكانية المساعدة وحل بعض المشاكل نظراً لقيمة شهادتك التعليمية، افعل ذلك دون المبالغة وبأنه عمل طبيعي. دع الآخرين يستشعرون ذلك. بالإضافة لهذا احرص على مراقبة لغة جسدك، قف باستقامة وانحني بشكل ملائم، هذه الأشكال قد تعني شيئاً لذوي الخبرة.
أخيراً، تعلم لغة الحوار ولا تلقي بكلمات غير ضرورية، تكلم عندما تحتاج الى التكلم وبنبرة صوت ملائمة للوضع، ولا تتدخل في الأعمال التي لا علاقة لها بها. ولا تتكلم عن الآخرين في غيابهم، وكذلك حاول مساعدة من أخطأ في صمت دون نشر ذلك الا إذا ادعت الضرورة مع ترك المكلف بالأمر هو من يفعل.
3- مهارات القيادة
هذه المهارات غير متاحة للجميع كونها تتطلب مزيداً من التركيز والحكمة والمعرفة والصبر والوقت لتعلمها وصقلها. مكان هذه المهارات هو العقل وهذا بخلق فضائك وتصورك الخاص داخل ذهنك بأنك تريد التعلم مهما كانت الظروف.
مثلاً وظيفة بدخل منخفض، "الأهم هو تحسين من جودة عملي لأن هدفي أكبر". وأنك متيقن أنك أكبر من أن تبقى هناك. لذا كتفكير قائد عليك الصبر واتباع قلبك لتنال ما تطلبه ليس ما تريده.
القادة تلاميذ وليسو معلمين، كونهم يميلون دوماً للتعلم والبحث عن حلول وآفاق جديدة تسهل عليهم حيثيات حياتهم، وتركيزهم على كل الحركات الذكية والمفيدة والتعلم منها مهماً كانت نوعية الأشخاص دون احتقار لهم.
ثق بنفسك دائماً حتى عندما تكون غير ذلك، لا أحد أفضل منك، فقط مزيد من الوقت وستصبح الأفضل. حاول أيضاً أن تجعل من الآخرين قادة هم كذلك بمدحهم ودعمهم. ولا تمارس حركات كالعلكة والزوائد الغير مناسب، فبما أنك تسعى لتكون قائد الغد فاصنع معالمك اليوم.
4- المهارات الإجتماعية
خطواتك الأولى في مجال العمل هي تعلم "المسؤولية"، ابحث دائماً أن تكون شخصاً موثوقاً يتكل عليه في المنزل أو العمل فحتى ان تم فصلك عن العمل لأسباب مالية مثلاً، فقد ربحت سمعةً طيبة بين العمال والكوادر. حيث سيزرع لك هذا النمط من الممارسات شبكة علاقات قوية ستكون ذات منفعة كبيرة لك مستقبلاً.
احضر الحفلات، التقي بأصدقاء العمل، وتعرف على معارف جديدة دون أن تحاول أن تثبت شيئاً أمامهم. ابحث دوماً عن أوجه الإتفاق لا النزاع عند الحديث معهم، مع مراعاة احترامك الكامل اليهم.
في العلاقات أيضاً احذر كثيراً لسلوكياتك فقد تؤذي شخصاً دون أن تدرك، أو تخطئ في تقدير معين. تجنب هذا واعتذر إن كان الأمر يدعي الإعتذار وسامح إن كان الأمر يتطلب ذلك.
5- ضبط النفس
أبرز عناصر الفصل والطرد لدى خريجي الجامعة الجدد انتشاراً هو عامل نفسي "الذهنية"، حيث يشكل العامل النفسي مشكلاً كبيرا للطلاب الجدد في العمل نظراً لأنهم غير مطلعين جيداً لرعب عالم الأعمال والتوظيف. كونه مجموعة لا متناهية من التصاعدات والتنازلات النفسية التي تتطلب حكمة وثراءاً قوياً منك في البداية لإدراكه وبلوغه لذا ألحنا في البداية على كلمة "الصمت".
عكس الجامعة الضغط في العمل هو من أهم اختلافات المحيطين، حيث ستجد نفسك كطالب جامعي وسط دوامة من المشاكل وبعض الأحيان الفوضى التي تتطلب منك التنبه لا التذمر، والمباشرة في البحث عن حل لا التركيز على من قام بالمشكلة.
من النصائح المهمة أيضاً، لا تخلط بين العمل والعائلة ضع كل مشكلة في جانبها ولا تخلط أوراقك، فمن أكثر النزاعات شيوعاً هي جلب قلقك العائلي الى محيط عملك، هذا ما قد يؤثر سلباً على نمط تفاعلك مع مطبات العمل العملية والاجتماعية.
حسن عاداتك اليومية كأن تأكل جيداً وما يفيدك، أن تمارس الرياضة والتسوق والترفيه عن نفسك وعن عائلتك. اخرج من تلك المناطق الحمراء وابتعد كل البعد عن الأفراد السامين. مارس الرياضة ونم باكراً حتى لا تخلق الأعذار.
في الأخير قد يبدو لك الضغط النفسي في البداية هاجساً مرعباً لكن عليك تعلم التعامل معه لا الخوض فيه، حيث تثبت مختلف الأوراق العلمية اليوم أن الضغط النفسي، أصلٌ لمختلف الأمراض الجسدية، كالقولون العصبي، ضغط الدم، الشلل.... لذا حافظ على جسدك فلا يوجد راتب في العالم سيعيده اليك وفي النهاية تذكر الشركة ليست ملكك.
6- كن إيجابياً
وسط ظروف البحث المرهقة عن عمل، ربما من الصعب أن تجعل من نفسيتك إيجابية بالقدر الكافي، لكن هذه أرزاق ولن يضيف استياءنا لها شيئاً سوى مزيداً من الكآبة.
استرخي، ثق بنفسك، لا تقلق فهذه مكاتيب من الله، واصل، أنظر دائما للجانب المشرق، وتأكد أن حياتك التي تتذمر منها هي حلم للكثيرين. فأنت لست الوحيد ولا تأخذ الرفض بشكل شخصي.
عَلِي من توقعاتك بما أنك تسعى فأنت في الطريق الصحيح. وفي إطار بحثك لا تنسى تعلم شيئاً جديداً كلغة جديدة، مهارة جديدة، قد تخلق لك سبيلاً للعمل الحر على الأنترنت، المهم لا تعش دور الضحية.
أيضاً الذكاء العاطفي مهم جداً في حالات مثل هذه كأن تعلم متى يجب أن تسافر، تلعب، تضحك، وأن لا تيأس، هذه التجربة يمر بها الجميع، لذا اعمل لمستقبلك بإيجابية.
7- مجالات التميز
لا تبحث عن فعل أشياء عظيمة، بل افعل أشياء صغيرة بطريقة عظيمة.
تطوع وأعن كل من يحتاجك، حاول أن تصنع فرقاً في حياتك أو في حياة الآخرين بتقديم المساعدة. أو حتى بتنفيذ بعض المهام المنزلية.
غير منظورك للدنيا والعالم، وتأكد أنه
سيأتي دورك في توقيتك المحدد لن يتقدم بخطوة أو يتأخر. هذه
المنظومة التي تعيش وسطها ملاحِظة، محِبة، ومدققة للإتقان . فكن متأكداً أن
فرصتك.
ختاماً، حاولنا عبر مراجعنا الخاصة لكتاب 101 نصيحة للطلبة بعد التخرج، أن نطرح عليكم بعض الأفكار والآفاق التي نعلم جيداً أنكم تدركونها بشكل أو بآخر لكنها تذير جيد في مرحلتك العصيبة.
عدم التوظيف ليس نهاية العالم، لذا ابدء لا تتطاول على البدايات الصغيرة لأنها دليلك بوغ هدف أكبر.
في حربك المهنية هذه، حافظ على صحتك النفسية فهي أهم من العمل نفسه، واعلم جيداً أن أصل مختلف الأمراض الجسدية له منبع نفسي.
لذا، نتمنى التوفيق لجميع الطلبة الجدد والمقبلون على عالم التوظيف ونتمنى لكم بدايات جيدة لبقية حياتكم. إن نسينا نصيحة أو أي فائدة تفيدونا بها الآخرين اتركوها لنا في التعليقات.