أعزائي التقنيين ظهرت في الآونة الأخيرة حرب تقنية جديدة، ليست كباقي الحروب التي نعرفها كأنتل ضد AMD مثلاً أو سامسونغ وآبل... لا هذه المرة الأمر مختلف كلياً.

هي حرب بين روبوتات الدردشة اللغوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بين كلٍ من ChatGPT ضد Bard AI، الصادرة من OpenAI أو بالأحرى مايكروسوفت ومحركها Bing وشركة غوغل ومحركها الشهير Google.

لذا شدو الأحزمة للتعريج على احدى أبرز الحروب التقنية للقرن الـ 21، التي من شأنها أن تغير وجه العالم اتجاه المحتوى الرقمي بشكل عام مستقبلاً.

ماهما Chatgpt و Bard AI 

تقنية ChatGPT من OpenAI و BARD AI من غوغل، هما نموذجان متقدمان للذكاء الاصطناعي تم تصميمهما لأداء مهام معالجة اللغة الطبيعية المختلفة. 

تم بناء كلا النموذجين بهدف تطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول جديدة لمشاكل العالم الحقيقي. ومع ذلك، فهي مختلفة تمامًا من حيث التصميم والهندسة المعمارية والقدرات.

ما هو ChatGPT؟

ChatGPT عبارة عن روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدم التعلم الآلي للإجابة على الاستفسارات في حوار محادثة. 

أصدرت OpenAI برنامج ChatGPT في 30 نوفمبر 2022. ليصل في غضون 5 أيام إلى مليون مستخدم، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI Sam Altman .

يستخدم ChatGPT نموذج اللغة GPT-3، والذي يتم تدريبه عن طريق نصوص أنشأها الإنسان على الإنترنت. ليتم صياغتها بالاعتماد عليه الى ردود وأجوبة لاستفسارات المستخدم.

يتضمن المحتوى الشهير الذي تم إنشاؤه بواسطة AI لـ ChatGPT ما يلي:

• أكواد برمجية مكتوبة.
• وصف المنتجات.
• مشاركات المدونة.
• مسودات البريد الإلكتروني.
• ملخصات النصوص والاجتماعات والبودكاست.
• تفسيرات بسيطة للموضوعات المعقدة.
• الترجمات.
• النكات أو الميمات.
• منشورات مواقع التواصل الاجتماعي.

كان مشكل المطورين الأول في البداية، هو قلقهم اتجاه توليد مقالات مقنعة للسائل، لكن لا يزال السعي اتجاه تلقين أكثر دقة لمخارج هذه المعلومات وجعلها دائماً أكثر مصداقية.

أسالت هذه الجلبة التقنية في مجال الذكاء الاصناعي لعاب العديد من والشركات، وكانت ميكروسوفت أو المنقضين عليها. لتسعى في العام الحالي لدمجها مع محركها Bing الشهير.

ما هو Bard AI؟

بما أن مخزن بيانات غوغل هو الضخم في العالم. يستمد بارد الردود من الإنترنت ويستخدم نموذج لغة Google لتطبيقات الحوار (LaMDA). 

يقدم Bard تفاصيل أكثر للأسئلة المطروحة حتى أكثر من بحث Google المعتاد من خلال نموذج اللغة هذا. 

كان هذا المشروع تحت طاولة غوغل منذ زمن تحت مسمى LaMDA، لذلك لم يتطلب الأمر الكثير لتخلق جوجل منافساً للـ ChatGPT. ليس على صعيد المنافسة فقط بل والانتصار. ويظهر ذلك من خلال:

• المحتوى الكتابي بأنواعه.
• الاستجابة صورياً.
• الاستجابة بالفيديو.

بعد شعور شركة غوغل بحجم المنافسة طرحت سلاحها القديم الجديد الى السوق التقني بمزايا أكبر ونماذج أوسع لتحد من حجم الضغط الكبير لمنافسها الشرس.

الهدف الرئيسي لـ Bard هو استرداد المعلومات في إجابة بسيطة مقابل صفحة نتائج محرك البحث. تماماً مثل المساعدين الرقميين مثل Alexa و Siri.

لكن مع روابط للمستخدمين لجمع المزيد من المعلومات. ستعمل Bard أيضًا كمساعد شخصي وتساعد في مهام مثل حجز الإجازات والعثور على الحجوزات والمساعدة في تخطيط الوجبات...

مقارنة بين نموذجي الذكاء الاصطناعي Chatgpt و Bard AI

بعد التعريف بكلا الأداتين نمضي الآن لأهم الفروقات بين آليات الدردشة الذكية هذه:

التصميم

GPT-3 هو نموذج لغة قائم على المحولات يستخدم شبكة عصبية عميقة لإنشاء نص يشبه الإنسان. من ناحية أخرى، يعد BARD نموذجًا تعليميًا معززًا يستخدم شبكة عميقة لتعلم كيفية ممارسة الألعاب والمهام.

المعمارية 

يحتوي GPT-3 على بنية كبيرة قائمة على المحولات تستخدم آليات الانتباه لمعالجة بيانات الإدخال. يحتوي على 175 مليار معلمة، مما يجعله أحد أكبر النماذج اللغوية الموجودة. 

من ناحية أخرى، تمتلك BARD بنية صغيرة نسبيًا تستخدم الشبكات العصبية التلافيفية والطبقات المتصلة بالكامل لمعالجة بيانات الإدخال.

القدرات

GPT-3 قادر على أداء مجموعة واسعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية، بما في ذلك إنشاء النصوص وترجمة اللغة والإجابة على الأسئلة. 

من ناحية أخرى، تصميم BARD بشكل فائق التوسع ليشمل حتى ملفات الميديا مع قدرات اتخاذ القرارات بناءً على البيئة وتحسينها. 

لكن لحد الآن غير قادر على أداء مهام معالجة اللغة الطبيعية الأخرى مثل GPT-3.

التدريب

تم ​​تدريب GPT-3 على مجموعة ضخمة من البيانات النصية، بينما تم تدريب BARD على لعب مجموعة واسعة من الألعاب. 

هذا يعني أن GPT-3 لديها فهم أوسع بكثير للعالم، في حين أن BARD لديها فهم أكثر تحديدًا للألعاب التي تم تدريبها على لعبها.

الأداء

حقق GPT-3 نتائج مبهرة في مجموعة واسعة من مهام معالجة اللغة الطبيعية وتم الإشادة بقدرته على إنشاء نص يشبه الإنسان. 

حققت BARD أيضًا نتائج رائعة في قدرتها على ممارسة الألعاب وجلب المزيد من النتائج والتفاعل مع الأحداث والتقييمات.

أهم أدوات الدردشة الذكية المنافسة للعملاقين

بعد ازدياد الاهتمام بهذا النمط من الذكاء الاصطناعي التوليد، توجد هناك بعض البدائل والتجارب من جوانب أخرى:

Ernie التابع لمحرك Baidu 

لم تقف الصين كعادتها تشاهد هذا النسق المرتفع من التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، حيث سعت هي الأخرى لاطلاق نموذجها الآلي الخاص عبر محك بحثها Baidu.

Ernie هو نموذج ذكاء اصطناعي لغوي مدعوم هو الآخر بالـ AI تم تأسيسه سنة 2019 لتأدية وظائف فهم اللغة والنصوص.

وبهذا تسعى الصين لرصد مكان لها في سوق الذكاء الصناعي التوليدي، والقيام بطفرة بحثية قوية لمنصتها التقنية الأولى المتواجد مقرها في العاصمة بكين.

Bloom

نموذج BigScience Large Open-access متعدد اللغات مفتوح الوصول. وهو نموذج لغوي قائم على المحولات. تم إنشاؤه بواسطة أكثر من 1000 باحث في الذكاء الاصطناعي لتوفير نموذج لغة كبير مجاني لكل من يريد تجربته. 

بدأ مشروع BLOOM  من قبل أحد مؤسسي Hugging Face. شاركت فيه ست مجموعات رئيسية أخرى. 

تم تدريب BLOOM باستخدام بيانات 46 لغة طبيعية و 13 لغة برمجة. في المجموع، تم تحويل 1.6 تيرابايت نص تمت معالجته مسبقًا إلى 350 مليار رمز فريد كمجموعات بيانات تدريب BLOOM.

Character.ai 

Character.AI هو تطبيق ويب روبوت دردشة نموذجي للغة العصبية يمكنه إنشاء استجابات نصية شبيهة بالبشر والمشاركة في المحادثة السياقية. تم إنشاء النموذج التجريبي من قبل المطورين السابقين لـ LaMDA من Google وأصبح متاحًا للاستخدام من قبل الجمهور في سبتمبر 2022. 

يمكن للمستخدمين إنشاء "شخصيات" وصياغتها وتعيين معلمات محددة، ثم نشرها على المجتمع ليتمكن الآخرون من الدردشة معها. 

قد تعتمد العديد من الشخصيات على مصادر إعلامية خيالية أو مشاهير، في حين أن البعض الآخر أصلي تمامًا، وبعضها يصنع لأهداف معينة في الاعتبار مثل المساعدة في الكتابة الإبداعية أو أن تكون لعبة مغامرة قائمة على النص.

يمكن للمستخدمين الاتصال بشخصية فردية أو تنظيم محادثات جماعية تحتوي على شخصيات متعددة تتحدث مع بعضها البعض و / أو المستخدم في وقت واحد.

الخاتمة

إن السعي عن التعرف على أهم الاختلافات بين Chatgpt و Bard AI سيكون من الغباء تسخيره للتأثير في قرارك نحو الاختيار المثالي بين التقنيتين.

فبما أنك لا تزال معنا الى غاية هذه الأسطر. فأنت حتماً تقبع في خانة صناع محتوى، وتدرك تماما تلك الثغرات اللغوية التي يمكن أن يخلفها هذا النوع من الذكاء وبعده عن بلوغ الأنامل البشرية، لذا تعلم كيفية استعمال هذه الأدوات بشكل مثمر بعيدا عن التعصب والمفاضلة.

المصدر

↚

↱     ↱     ↱